قلم الإرادة

رسالة إلى عَيْنَيْها….

   تسلبنا الأشياء عادةً دون شعور، وتأخذنا الأمور غالباً دون علمٍ مُسبق، قد نجيد فنّ الانتظار ولكننا لا نجيد فنون الإدمان؛ قد نحب دون توقّف، ولكننا نخشى بعقل، قد نذهب إلى اللا متوقع، ولكننا نريد الأماني المتوقعة، لا أخفي عليكِ أنْ العين فتنة، وأنّ الفتنة إثارة، وأنّ الإثارة أنتِ؛ فالأرواح أسرارها لا تكون إلا في العيون، وأعيننا كتب تقرأ، لدي يقين بأنك تقرأين بعثرتي بكل شيء، وتترقبين كل شيء، فالقلوب لها لغة صامتة يشعر بها اثنان اجتمعا على الحب، وأعلم بكل تناقضاتي أنّي غايتك، وتعلمين أنّك غايتي، ولتعلمي كذلك بأنّي لستُ لقمة سائغة لكل عابر، وأنّك لستِ سوى طاهرة في زمن افتقد العفّة، فعلاوةً على عينيك الساحرتين أجدني أغوص في أعماق شرف روحك ولا أجد إلا الطهارة، كطهارة محيط لا يغوص به سواي، وتمنعين كائن من كان أنْ يأخذك من هواي!

 

   عيناك يا حبيبتي تُثْمَل بلا عربدة، بلا كؤوس تتقارع، وأنفاس تتصارع.. إنْ لم تصدّقي اذهبي إلى أقرب مرآة وسلي نفسك، ستجدين كل ما أقوله بالتمام؛ بل قلتي ذلك قبلي بكل تأكيد.. أتعلمين؟ ما زلت أستغرب عدم زواجك، وما زلت أخشى اقترابه من غيري.. بشرف أريدك، ولكني ما زلت ذلك الخجول في التعبير لكرامتي وخوفي من الرفض؛ مثلي يحترم كل شيء إلا الرفض، رجولتي تأبى المغادرة بانكسار..  وأنوثتك ترفض الإقبال باختصار.. أرشديني لحلٍ أفعله، لشيءٍ يقرّبني إليك ويبعدني عن أحزاني.

 

**

 

   في هذه التناقضات أبحث عنك فارشديني ببحثي ولو بأي شيء…. أخشى انكسار آخر بعد انكساري الأول، ولتعلمي بأني لا أتعامل إلا بشرف ومروءة، ولا أعلم سوى أني أجيد فن الاصطبار….

 

**

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى