جريمة
متى يُقتل الطموح؟
يغادرنا الحماس والأمل؟
نصاب بالخيبة؟
نبدأ مرحلة رؤية الجانب الآخر المشرق ونرسم ابتسامة على وجوهنا لأنه وكما نعلم .. الحياة مستمرة
انقضت فترة البطالة بعد انجاز التخرج من الجامعة الذي توّج مجهود سنوات كفاح وبذل واختيار التخصص الذي أتمنى العمل به وممارسته وارتبطت به لسنوات فأصبح جزء مني، أحببته، حلمت بذاك اليوم الذي يرتبط اسمي به ويكتب على شهادة تخرجي بالخط العريض بكل فخر وعزة وسعادة، انتظرت طويلاً تلك الوظيفة التي لطالما حلمت بها وترقبتها بشوق ولهفة وكأني في سباق أرى نقطة النهاية عن بعد وأسابق الزمن وأتحدى كل العوائق للوصول لمبتغاي وكلما تعبت وخارقت قواي وضاق نفسي وأرهقني جسدي وضعُف أملي ولا أكاد أستسلم لليأس شددت من أزر نفسي ونظرت لهدفي وحلمي وشحذت قواي وشربت من كأس التفاؤل لأقوى من جديد وأكمل المسير .. وإذ بي أصدم فما كان حلم أصبح سراب وما كان تفاؤل أصبح يأس وخيبة .. فالواقع مرير ومرهق .. الوظيفة لا أعرفها ولا تعرفني، وكأني بحاجة لسنوات دراسة جديدة وكل ما فات ذهب هباءً منثوراً، وكلمة ” تعوّدي” التي بت أسمعها ولا تفارق أذناي تمنيت لو أصفعها وأنهال عليها ضرباً فأنا لم أفق إلى الآن من الصدمة ولا أعلم متى سأستفيق؟ الحيرة .. الاختيار .. القرار .. استخارة .. دراسة .. كلها وهم ولا يبقى في النهاية سوى المسمى الذي لا يمت للوظيفة بصلة “في أغلب الأحيان” والراتب الذي هو في حد ذاته الجانب المشرق الذي شحت بنظري إليه لألملم خيبتي.
يريدون الإنجاز والعمل والبذل والكد والعطاء والحماس منا ويحرمونا من أبسط حقوقنا وهو الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة التابعة لتخصصه المناسب، ولا يجب أن أنسى أنه في أحسن الأحوال فهناك فيتامين واو “الواسطة” التي ستجعل المستحيل حقيقة وواقع ملموس حتى دون شهادة وأصحاب الشهادات والكفاءات يجرون أذيال الخيبة ويزاولون البطالة !
حصة بدر العبيدان ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @9oooo9a