قلم الإرادة

تناقضات رجال الدين

   هل سبق ورأيت رجل دين ينفجر في وجه الانتهاكات الإنسانية أو فساد حكومة ما في برنامجه الديني؟ هل سبق ووجدت شيخ دين كان يصرخ غاضباً لأنه رأى أطفالاً ينامون على قارعة الطريق في تلك البلدان التي ينهش الفقر والجوع أبدان الضعفاء والمساكين فيها؟ هل رأيت أحدهم يصرخ في وجه الفساد الإداري أو يتكلم عن حرمة الرشاوى ويشدد عليها؟ هل رأيت أحدهم يتألم لحال امرأة تكدح من أجل أسرتها بينما زوجها ينهال عليها بالضرب؟ هل سبق وسمعت رجل دين يحدث الناس في يوم الجمعة عن أهمية العلم وحتميته وعن فضيلة احترام المرأة؟

 

   كل تلك الأمور لا تعنيهم ولا تشغل بالهم فكل ما يعنيهم هو كم شعرة تظهر من رأس المرأة وكم شعيرة نمصتها الفتيات من حاجبهن؟ يعنيهم ساق المرأة ونهدها وردفها وثوبها ما شَفَّ وما أخفى، تزعجهم هذه الأشياء فقط ولا يزعجهم كَم  الفساد الذي يملأ السلطات أو منظر الفقراء على أرصفة الطرق أو حال طفل فقير يعنف ويستغل أو البطالة أو حتى تردي الخدمات الطبية، لماذا؟ لأنهم يدعون الدين ومخافة الله وهم أبعد الناس عن كل ذلك.

 

   فرؤوسهم محشوة بالمرأة وشؤونها، هؤلاء يجردون الدين من جوهره ويلهثون وراء التوافه والمظاهر بما يخدم مصلحتهم.

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @hanan_____i

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى