قلم الإرادة

يعرفون ولكن لا يريدون ..!

   عندما يريدون أن يقوموا ببناء قصورهم وفللهم وشاليهاتهم ومزارعهم أو يعمروا مشاريعهم الخاصة كالمدن والمنتجعات والفنادق أو مصانعهم أو شركاتهم أو مستشفياتهم أو معارضهم يعرفون جيداً كيف يتم إبرام العقود المتعلقة بالتصميم والإنشاء والديكور ويعرفون كيف ينتقون المواد الأصلية والمتميزة والألوان ويعرفون المهندسين وشركات المقاولات التي تلتزم بمدة عقد التنفيذ وكيف يضعون الشروط الجزائية بشكل دقيق وكيف يفعلونها دون مهادنة ويعرفون أدق أدق التفاصيل وكذلك يعرفون أيضاً كيف يختارون أفضل وأفخر الأقمشة لملابسهم والألوان والتصاميم والمجوهرات العالمية وأين وصلت آخر الموديلات ودور الأزياء ويعرفون كيف ينتقون أفضل العطور وما هي تركيبتها وأين ومتى صنعت ويعرفون أدق التفاصيل عن أحدث ما توصلت له مصانع الساعات والتليفونات وأجهزة الحاسب الآلي والطائرات والسيارات واليخوت والمكائن وألعاب أطفالهم ويعرفون كيف ينتقون ويجلبون أفضل الأطعمة وأفضل الأدوية والعقاقير وما هي منافعها ومضارها ويعرفون من هم أفضل استشاريين العالم بالطب في جميع التخصصات.

 

   ولكن مع كل أسف عندما تأتي المشاريع التنموية والحيوية للدولة

يعرفون جيداً كيف تؤخذ المشاريع وكيف يتفننون بتأخير إنجازها وكيف ومتى توضع العقود التكميلية وكيف يتم التعامل مع مقاولين الباطن وبأرخص الأثمان وكيف تنجز الأعمال بأقل التكاليف وبرداءة المواد ويتفننون بالتخبط والإخفاقات المفتعلة والتلاعب على غرامات التأخير ويعرفون كيف ومتى ينتهي المشروع ومتى تبدأ عقود الصيانة التي لا تنتهي لتصبح الدجاجة التي تبيض ذهباً.

 

   علماً بأنهم يعرفون جيداً كيف التنمية وكيف يقضون على الفساد وكيف تنمو المشاريع ويعرفون كيف يخططون وكيف يحاسبون وكيف ينشئون مدن سكنية وكيف ينشئون مستشفيات عالمية وكيف ينشئون جسور وكيف ينشئون مطارات وقطارات.

 

   ويعرفون من أين تؤكل الكتف ويعرفون المصلح من المفسد ويعرفون الناصح من المنافق والحكيم من الرويبضة ويعرفون حديث النعمة من ابن النعمة.

 

   يعرفون ولكن لا يريدون.

 

   ولكن اعلموا يا من تعرفون ولا تريدون أنه سيأتي عليكم يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وستحاسبون أمام الله سبحانه عن كل ما اقترفتموه وهو وحده الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

 

 **

 

م. ناصر العليمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @Nasser_alalimi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى