قلم الإرادة

قضية رائف بدوي قضية كل إنسان حر

لقد بات رائف بدوي[i] الكاتب والناشط الحقوقي السعودي مهدداً من جديد بحكم الجلد، ووسط الأصوات التي تعلوا من منظمات حقوق الإنسان الدولية والتي من شأنها تستنكر هذه الوحشية في إصدار الأحكام ضد من يعبر عن رأيه وهذا الانتهاك الصارخ للحريات وحقوق الإنسان، يأتي إستنكار السلطات السعودية حول التدخل بشؤون القضاء السعودي وتستغرب ردة الفعل هذه من بعض الدول والمنظمات الدولية بشأن قضية المواطن السعودي رائف بدوي، وتشدد على استقلالية القضاء السعودي ورفضها التدخل بهذا الشأن من أي طرفٍ كان!

وبجانب التصريحات الرسمية من السلطات السعودية حول هذا الموضوع، تأتي أيضاً التعليقات المتطرفة من العديد سواء على مواقع التواصل الإجتماعية أو على وسائل الإعلام المختلفة تستغرب وقوف الغرب مع قضية رائف بدوي وتتسأل عن سبب وقفتهم الاحتجاجية ضد جلده في الوقت التي تلتزم فيه الصمت عن عدد الضحايا والأبرياء الذين تهدر دمائهم في المنطقة العربية!، وذلك في محاولة منهم للتظليل عن همجيتهم ورجعيتهم، والإشارة إلى كون أفكار رائف بدوي الليبرالية التي يدعو لها ماهي إلا الوجه الآخر من الكفر على حسب مفهومهم السطحي، وأن تلك الدول الغربية الكافرة على حد تعبيرهم تقف لنصرته وفق ذلك!

أحب أن أعلق على كل ذلك بالقول بأن قضية رائف بدوي وبما فيها من انتهاك صارخ للحريات هي قضية كل إنسان حر وملك للإنسانية جمعاء، كما أرغب في توجيه تساؤل لماذا يجلد صاحب رأي في دولة وقعت على القانون الدولي لحقوق الإنسان والذي يحظر الأحكام القضائية التي تفرض عقوبات بدنية بما فيها الجلد! وصدقت على الميثاق العربي لحقوق الإنسان والذي يكفل الحق في حرية الرأي والتعبير، في الوقت الذي لايجلد فيه شيخ دين واحد على بعض فتاويهم الهدامة والتي تسئ للإسلام بالدرجة الأولى؟ ولماذا كل هذا الخوف على الإسلام من صاحب رأي أرائه تمثله وحده، هل يعقل بأن الإسلام بهذه الهشاشة التي تحتاج كل هذا العنف لحمايته؟

 



[i] رائف بدوي كاتب وناشط سعودي في مجال حقوق الإنسان، ومؤسس موقع الليبرالين السعوديين الإلكتروني سنة 2006،اشتهر بدعوته لإلغاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتقل بدوي في يونيو سنة 2009 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال وألف جلدة .

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @ hanan___i

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى