البكاء حسب المعتقد!
في ظل كل هذه الحروب والنزاعات يقع الملايين من الضحايا حول العالم، في التقارير والأخبار التي تبين عدد الضحايا في كل مكان يعاني من الحروب والنزاعات وسطوة الظلم جَل ما يهمني أن المجني عليهم هم “إنسان” وهم إخواني في الإنسانية وأتألم لما يحدث لهم وفقاً للنظرة الإنسانية، لأنني لربما أكون في مكانهم لولا بعض الظروف التي لا دخل لي بها وشأت أنا أكون ما أنا عليه؛ في منجى عن ما يحدث لهم وهم يعانون ويقتلون، ولا أدري قد يأتي دوري ودوركم في يوماً ما إن لم نقف في وجه الظلم وقفة جادة، إن لم نتوقف عن زرع الأحقاد ومبدأ تصفية من يختلف معي في نفوس أبنائنا مستقبلاً. إن ما أثار حفيظتي وجعلني أكتب كل ذلك هو ما أراه كل يوم في مواقع التواصل الإجتماعي أو ما يدور من أحاديث بين الناس حوله؛ وهو مبدأ التعاطف مع الضحية حسب الدين والمذهب، لا أعلم ما السبب الذي يدعونا أن نتكلم عن ضحايا الحروب والنزاعات والإشارة لدينهم ومذهبهم، تعاطف وندد بتلك الأعمال الإجرامية دون الاستناد لمعتقد الشخص، إذا ما استمرينا بالتعاطف مع الضحايا حسب مرجعياتهم الدينية فنحن لن نتخلص من هذا العفن الفكري.
أتعاطف مع الضحايا في كل مكان وأندد بالأعمال الإجرامية وكل تلك الإنتهاكات التي تنال من كرامتنا الإنسانية عبر الأزمان وفي كل يوم دون النظر لمعتقد أولئك الضحايا، لا أرى منهم سوى إنسانيتهم التي بموجبها سأقف بجانبهم دائماً.
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @ hanan___i