الضحية والجلاد
أثناء تصفحي للتويتر كثيراً ما أقرأ تلك التغريدات التي يكتبنها الفتيات حول تلاعب الرجل بمشاعر الأنثى، وأن المتلاعب شخص رجولته ناقصة وتكاد تكون منعدمة، ولم يعد يقتصر الوضع على ذلك بل أصبح بعض الشباب ممن يحاولون تلميع صورتهم وكسب شعبية لدى الفتيات يحرصون على كتابة أنه لا بد من أن يدلل الرجل الحقيقي محبوبته وأن يخاف ويحرص عليها!
السؤال هنا: لماذا لا تزال الكثير من الفتيات تُصر على أن تصور نفسها الضحية والرجل جلاد، لماذا تستلذ بكونها كائن ضعيف يتم استغلاله من قِبل ما تعتبره الوحش الرجل؟ أليس بالنهاية هذه العلاقة وما يترتب عليها نتيجة لاختيارها الحر ولم يجبرها الرجل على ذلك؟ أرى بأن هذا منطق أعرج أن تكون الأنثى دائماً الحلقة الأضعف والتي يمارس عليها الظلم في كل مرة، فالعلاقة شيئاً قائماً على المشاركة وليس على مبدأ القوة والضعف، إذ ما فكرتِ دائماً أيتها المرأة بأنك الضحية وأنك عند كل علاقة فاشلة تمرين بها ستبدئين بإالقاء اللوم على الرجل لن تحظي بحياة مستقيمة؛ لأن العلاقات لا تستقيم على هذا النحو من التفكير، الكثير من النساء زرعوا فكرة الضحية بعقلهم وعقل الرجل، حتى بات يظن نفسه بأنه الجلاد والطرف الأقوى في العلاقة متى ما شاء استغل ومتى ما شاء تخلى.
أكرر العلاقة مشاركة وفي كثير من الأحيان قد لا يكون الرجل مخطئ كما تتصور المرأة، قد يكون الحب أفِل، التفاهم تزعزع أو الاختيار خاطئ فلماذا تحاولين ابتزازه بالحب؟ لماذا تحاولين الإبقاء على شخص تغيرت مشاعره تجاهك؟
التضحية في الحب لا تكون على حساب مشاعرنا، عليكِ تحمل مسؤولية خوضك لعلاقة حب قد تنجح وقد تفشل، وتوقفي عن إلقاء اللوم على الرجل في كل مرة تفشل بها العلاقة وتخلي عن حبك وشغفك لتقمص دور الضحية.
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @hanan___i