قلم الإرادة

برامج التواصل “بين تحياتي وأشواقي”

   طالما رضينا هجر القرآن وتدبره والابتعاد عن الدروس والتأصيل العلمي وثني الركب عند العلماء .. فعلى الاستقامة السلام، وذلك أن المستقيم كيف يكون مستقيماً وهو يتنقل بين السين والصاد من برامج التواصل الاجتماعي دون مراعاته لاستنزاف وقته.

 

   وفي الحديث.. قال ـ صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه) صححه الألباني.

 

   إنك تجد هذا المُفْرط في استعمال برامج التواصل يوزع الإعجاب بـ “اللايكات”على كل شاردة وواردة وتسوقه نفسه حتى لا يتورع من وضع بعض الأناشيد المخالفة ثم يجد نفسه مع موسيقا الشعر حتى ينتهي به المطاف فنجده يتراقص معها حتى كأنه مخبول مسطول، وهذا لا يليق بالعاقل فضلاً عن المسلم العابد.

 

   وأما برنامج “السنابچات” فهي غير، ففضلاً عن ما حذر منه المتخصصون في تلك البرامج، كونه برنامجاً ليس له خصوصية، وأنه مخترق وسهل الدخول لأي جوال آخر عن طريقه فحدث ولا حرج بما يفعل به الرجال والنساء.

 

   قال ـ صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) وهذا البرنامج وإن كان مباحاً نعم .. ولكن على هذه النماذج التي رأينها فيه أظنه ضرب من الخبال، فبعض المستقيمين  في هذا البرنامج فقد عقله، ولا حشم نفسه ولا لحيته، فكيف بعامة الناس؟

 

   قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ 56مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ(58)

(سورة الذاريات ).

 

   وحَصَرت الحِكمة من خلق الجن والإنس في شيء واحد وهو: أنهم يعبدونه، فالحِكمة من خلق المخلوقات هي: عبادة الله سبحانه وتعالى، خلق الله الجن والإنس للعبادة، وخلق كل الأشياء لمصالحهم، سَخَّرها لهم ليستعينوا بها على عبادته سبحانه وتعالى.

 

   لذلك ارجع يا عبد الله لما يقربك من الله

 

   واترك الإفراط والتفريط في المباحات .. 

 

   واعلم أن تلك البرامج ما وجدت للاستخفاف أو المهزال إنما هي على استعمالك، إن كانت بخير .. فأبشر بحسنات من عند الله، وإن كانت غير ذلك فهي الحسرة والندامة.

 

   نسأل الله العفو والعافية.

 

**

 

ناصر غليفص الدوسري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @NKBMD

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى