قلم الإرادة

هكذا تقاس الأمور

   يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يهتم بشأن المسلمين فليس منهم) عندما أقرأ هذا الحديث أعلم علم اليقين بأن على كل مسلم أن يهتم لشأن المسلمين سواء في بلده أو غير بلده.

 

   لكن خلونا نتحدث عن هموم وطنا وبلدنا الغالي الكويت التي منذ أن فتحت أعينا على هذه الأرض ونحن نعيش بخير ورخاء وعافية، في ظل قيادتنا الرشيدة، هذه القيادة التي تشاركنا أفراحنا وأحزاننا وجبلت على التواصل مع كافة أبناء الشعب، فما يحزني هذه الأيام أن تتفرق وحدة الشعب الكويتي ولسان حالهم يقول: (هذا من شيعته وهذا من عدوه) وكأن الحال يقول: (تفاخروا بالألقاب والمسميات سواء قبيلة أو طائفة أو حزب أو تيار أو تكتل) وتناسينا الهموم والمشاكل والقضايا التي يعاني منها البلد والمواطن، يقولون: (من صادها عشى عياله) وأنا أقول بالفعل أعضاء مجلس الأمة في السابق كان همهم الوطن ثم المواطن، لكن هموم بعض الأعضاء الحاليين في هذه الفترة (نفسي وعيالي ثم الوطن، وكل من وصل كان هدفه (عمارة ومزرعة وشاليه وإسطبل وبيت وسيارات، وبعد ذلك تحترق البلد)!

 

   وللأسف هذا واضح وضوح العين أمامنا من بعض الأعضاء في مجلس الأمة الذين تناسى البعض منهم هموم الوطن وهموم المواطن، كيف لا أكفر بالديمقراطية وأنا أرى الملتحي يبيع الآخرة من أجل أن يصل لكرسي البرلمان؟ وكيف لي أن أصدق من يحلف أمامنا على كتاب الله وينسى الله، وينسي الأرض ومن عليها، لكن أكثر ما يسبب لي مرارة في المعدة وجود البعض من السذج التافهين الذين يصدقون شخص يكذب عليهم وقت ترشيحه، أو عودة للانتخابات مرة أخرى بعد حياة برلمانية مليئة بسواد الوجه والتنفيع والسرقات والتجاوزات التي ارتكبها هذا العضو، صدقت يا من قلت: (يصدق فيه الكاذب، ويكذب فيه الصدوق).

 

   اليوم كل بيت بالكويت يراقب الشأن السياسي ليس ليعرف ما هو الدور الإيجابي الذي سوف يقدمه هذا الحزب أو هذا التيار؛ بل ليعرف الشعب ما هي المصيبة الجديدة التي سيخرج لنا بها هذا التيار أو الحزب، مسيرة أو مؤتمر أو ندوة، إلى الآن لم نعرف ماذا سيقدم لنا الزمن هل إلى خير، أم إلى شر؟

 

   لكل حزب أو تيار أجندته الخاصة أو أهداف ويطالب بتحقيقها حال وصول عنصر من هذا الحزب أو التيار، لكن احتمى الوطيس وأصبحت مطالب وحقوق الأحزاب والتيارات تفوق الوصف ومطالبهم لا تعد ولا تحصى، فالتيار له مطالب وأبناء القبيلة يتقاسمون معهم الكعكة وبعض الشيوخ بدأوا بخوض المعركة، والمواطن (فناقر إلى باب الحياة والأرض).

 

   كنت أتمنى هنا من وصل لينتصر لهموم المواطن، لكن حتى لو وصل من يهتم، أشغلوه عن المواطن وهمومه..

 

   اللهم أحفظ هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً في ظل حضرة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهد الأمين.

 

**

 

جابر المرد ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى