رياضة

حنكة أنشيلوتي وجرأة تاتا قد تحسمان مواجهة الكلاسيكو اليوم

الإرادة – على مقربة من الاجواء المشتعلة داخل المستطيل الأخضر لملعب كامب نو في قمة السبت بين قطبي كرة القدم الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، توجد معركة أخرى لا تقل شراسة خارج الخطوط على مقاعد المدربين بين جهازين فنيين جديدين يخوضان “كلاسيكو العالم” للمرة الأولى.

فصاحب الضيافة المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو سيخوض تجربة الكلاسيكو لأول مرة بعد خلافة المريض تيتو فيلانوفا، ويبعد عنه الإيطالي الزائر كارلو أنشيلوتي بأمتار قليلة مفكرا في حسابات الكلاسيكو الأول بعد تعيينه بديلا للداهية البرتغالي جوزيه مورينيو.

ينصب عنصر الخبرة لصالح أنشيلوتي، الذي يملك باعا طويلا في ملاعب القارة العجوز، ودرب العديد من الفرق الكبرى مثل يوفنتوس وميلان الإيطاليين وتشيلسي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي، وحقق العديد من النجاحات المحلية والقارية، وخاصة لقبين في دوري أبطال أوروبا.

أما مارتينو فقد كان مغمورا تماما على الصعيدين الأوروبي والعالمي، واقتصرت خبرته على كرة القدم اللاتينية من خلال تدريبه منتخب باراجواي الذي بلغ معه ربع نهائي مونديال 2010 ونهائي كوبا أمريكا 2011 بجانب قيادته لفريق نيولز أولد بويز الأرجنتيني.

أما بخصوص نتائجهما هذا الموسم، فقد بدأ تاتا بشكل أفضل متوجا بالسوبر المحلي على حساب أتلتيكو مدريد، وحقق انطلاقة مثالية في الليجا بالفوز في ثماني مباريات متتالية والتعادل في آخر لقاء امام أوساسونا.

وعلى مستوى دور المجموعات بالتشامبيونز حقق البارسا فوزين على أياكس الهولندي وسلتيك الاسكتلندي قبل أن يسقط بفخ التعادل قبل يومين امام ميلان الإيطالي بسان سيرو قبل الكلاسيكو.

وعلى الناحية الاخرى، كانت انطلاقة أنشيلوتي متذبذبة بعض الشيء، حيث فقد أربع نقاط من الخسارة في الدربي امام أتلتيكو والتعادل مع فياريال، ولم يكن الأداء مقنعا حتى الفوز الاخير امام مالاجا، إذ قدم الميرينجي أفضل عروضه.

وفي دوري الابطال كان الفريق أفضل حالا بثلاثة انتصارات متتالية على جلطة سراي التركي وكوبنهاجن الدنماركي ويوفنتوس الإيطالي.

مصدر قوة تاتا هو الفريق نفسه، فرغم محاولات التجديد في أسلوب اللعب، الا أن “التيكي تاكا” المقدسة تطغى على الأداء، من خلال الاستحواذ بشكل مطلق على الكرة عبر تبادل التمريرات القصيرة السريعة، والاعتماد على شكل 4-3-3 في وجود مواطنه ليونيل ميسي كرأس حربة خفي.

أما أنشيلوتي فأجرى تغييرات طفيفة على أسلوب مورينيو، حيث يحبذ اللعب بثلاثة محاور ارتكاز، مع استمرار الاعتماد على سرعات الطرفين في وجود البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني أنخل دي ماريا أو الويلزي جاريث بيل، ورأس حربة كلاسيكي ممثل في الفرنسي كريم بنزيمة، لذا فإن الشكل الخططي يقترب ايضا من 4-3-3.

تشكيل برشلونة لن يحير تاتا كثيرا، فهي نفس الكتيبة المعتادة على خوض مباريات الكلاسيكو، والتي تم دعمها بالوافد الجديد البرازيلي نيمار.

أما تشكيل ريال مدريد فيتضمن كثيرا من الخيارات، وخاصة من العناصر الجديدة إيسكو وإياراميندي في المنتصف، وجاريث بيل وكارباخال على الرواق الأيمن، فيما يفتقد الفريق للراحلين الألماني مسعود أوزيل والأرجنتيني جونزالو إيجواين، وقد عوضهما كارلو بمودريتش وإيسكو وموراتا.

ستكون كل الاحتمالات واردة في كلاسيكو السبت نظرا لعدم وجود فارق كبير لأحد الغريمين مع انقضاء ربع مباريات الموسم تقريبا، غير أن بعض اللمحات الفنية قد تصنع الفارق، والأمر هنا مرتبط بحنكة أنشيلوتي أو جرأة مارتينو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى