عِش وفق قناعاتك..
لطالما رأيت ممن هم حولي يعيشون وفق قناعات الآخرين لا قناعاتهم الخاصة، من يعيشون على تلك الطريقة من حولي عددهم ليس بقليل أبداً، ولطالما آمنت وفي كل يوم أزداد إيماناً أننا أشخاص نحترف تعقيد الحياة وننظر للأمور بسطحية كبيرة ولا نملك نظرة عميقة تعرف عاقبة الأمور، لندخل في صلب الموضوع ولأفسر لكم لماذا أتكلم اليوم على هذا النحو، من مدة ليست بقصيرة ألتقيت بإحدى الصديقات التي بدأت تسأل عن أحوالي وأخباري وفي خضم الحديث قالت لي بعد أن أخذتي الشهادة الجامعية بقي لك أن تحصلي على الرجل المناسب لتكتمل حياتك! حياتي الناقصة أم أنا الناقصة التي سيكملني رجل! ثم جاء جوابي على هذا النحو لقد قلتها بنفسك الرجل “المناسب” إن وجد في يومٍ من الأيام أعدك لن أرفضه، إلا أنها نظرت إليّ بسخرية وقالت لقد أطلتِ الموضوع كثيراً! على نحو وكأني أعتد بنفسي كثيراً وأن مدة صلاحيتي قد تنتهي أسرع مما أتوقع، قد تبكي الكثير من الفتيات في مجتمعي إذا ما تعرضوا لموقف كهذا وستندب حظها، أو قد يسبب لها ذلك ألماً بأعماقها وإن لم تفصح، أما أنا فلي قناعاتي الخاصة التي لا تحكمها نظرة المجتمع أنا أعي بما فيه الكفاية أنا الزواج شيء مهم للغاية وقرار مصيري للدرجة التي أُحسن الأختيار لا للدرجة التي ألقي بها بنفسي عند أول شخص يظهر في طريقي كي لا ينعتني المجتمع بالعانس أو كي أهرب من النظرات والكلمات التي تلاحقني من صديقاتي والأهل والمعارف، أنا أؤمن بأن الزواج حياة ومشوار جديد وشراكة مع شخص يجب أن أقتنع فيه ونتوافق بالأفكار وبطريقة التفكير وإن لم يحدث وظهر هذا الشخص في حياتي لن ألهث وراء الزواج فقط لكي أختبئ من نظرات المجتمع وألقابه، أو أن أتدارك الوضع قبل أن تنتهي مدة صلاحيتي!، فيجب على كل إمرأة أن تقرر أن لا تعبئ بنظرة المجتمع وأن لا تقدم على قرار مصيري فقط لإرضاء الناس، فالهدف من الزواج ليس إرضائهم بل إرضاء شخصين يقرران العيش والإنسجام معاً، وأن لا تراهني على مستقبل أنتي لم تعرفي أن تختاري ماضيه بعناية فقط لأن المجتمع حدد لكِ نطاق محدود ومدة صلاحية قد تشارف على الإنتهاء في حال سبقتك سرعة الزمن!
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona