قلم الإرادة

الأمة حصن النظام الحصين

   مع الأسف فإن الدم العربي لم يعد له قيمة وأصبح يهدر هدراً دون أن تحرك الحكومات الإسلامية ساكناً، ففاض نهر الفرات بدماء الأبرياء السوريين، وتخضبت أرض الرافدين بدماء أبناء العراق، وبالأمس واليوم يسقط الضحايا تلو الضحايا في فلسطين دون أن تجد دمائهم من يلتفت إليها.

 

اشترك في الوصول إلى هذا الحال كل من النظام العالمي، الذي ارتمى في أحضان الولايات المتحدة، المكبلة بقيود التجار اليهود، إضافة إلى النظم العربية التي اعتقدت واهمة بأن انقيادها وراء الولايات المتحدة سيكفل لها الدوام في سدة الحكم. إلا أن هذا الاعتقاد بدأ يتلاشى وأصبح سراباً مع تخلي الولايات المتحدة عن نظماً كانت الأكثر ولاء لها مثل نظام حسني مبارك وزين العابدين.

 

لذا بدأت هذه النظم التفكير جدياً في حماية بعضها بعضاً، وأول ملامح الترجمة لهذا التفكير بدأت بالظهور باستعانة بعض دول الخليج بقوات درع الجزيرة وقوات الدرك الأردني وربما القوات الخاصة المغربية لكبت بعض حركات الاحتجاج الشعبية، وكذلك توقيع دول الخليج اتفاقية أمنية لتعزيز مواجهة الجرائم الموجهة ضد قادة الدول الأعضاء وأزواجهم وأصولهم وفروعهم ووزرائهم.

 

إلا أن أياً من هذه الإجراءات لن تفلح في تحقيق الدوام في سدة الحكم لأنها تزيد الفجوة بين الحاكم والمحكوم وتضع هذه النظم تحت المزيد من التهديدات خاصة في ظل كون مصدر التهديدات الحقيقي هو من داخل النظم أنفسها ومن داخل الأسر الحاكمة ذاتها.

 

فاليوم لا بد من تعزيز الثقة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم ووقف الانصياع للتوجيهات الخارجية بالضغط على الأمة، والعمل على مساندة قضايا الأمة وتشجيعها على التعبير عن آرائها بحرية ووقف كل إجراءات الضغط والكبت ورفع سقف الحرية والتعبير.

 

فالكويت حلوة وجميلة وحاكمها أحلى وأجمل…. فلا نضيعها.

 

د. عيسى حميد العنزي ـ رئيس قسم القانون الدولي في جامعة الكويت ومحامي أمام محاكم التمييز والدستورية

 

Twitter: @DrEisaAlEnezy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى