قلم الإرادة

تخلّـــف صاحب هويّـة !

   عربية الأصل والجذور والطباع، أفخر بعروبتي فهي أنا .. تشكّلني ترسمني وتشرحني، تصفني بأدق وأجمل التواصيف، انتمائي لها يبث بي الحياة، سطر التاريخ لنا منذ بدء الخليقة بسيدنا آدم وأمنا حواء العزة والكرامة الشهامة الخلق الحسن والأدب، القرآن هو كتابي وحياتي أنزله الله بسطور عربية، ولنا في عالمنا العربي أعلام وأمثلة ضخمة من الأدباء والشعراء الذين اتخذوا العربية منهجاً ليبرزوا به ويعبروا من خلاله، فهي لغة تميزت بالمعاني العميقة القوية التي عجزت كل لغات العالم تحديها وأنا أتحدى من يتحداها ! فيأتي بكل بساطة من يعتقد أنها لغة قديمة .. متخلفة .. لا تعاصر الموضة .. لأنه مؤمن أن الانجليزية “لغة الغرب” تتفوق عليها ومن يكون “بلبل” انجليزي هو سيد عصره بالنسبة لغيره، وفي ليلة وضحاها أصبح الجميع يفقه الانجليزية ويطالب بترجمة العديد من الكلمات الموجهة له بالعربية ببساطة لأنه استصعب فهمها ! عجبي يا أمة العرب، أمة محمد، أمة القرآن .. عجبي !

 

تعتبر اللغة الانجليزية هي الأولى في العالم، نتعلمها ونمارسها صحيح ولكن لا نطمس العربية ونحن عرب ونحتضن الانجليزية بحجة التطور، أي تطور هذا فوالله إنه قمة التخلف، أتعامل مع أجنبي بالانجليزية ولكن لمَ أتعامل مع عربي بها؟؟ سؤال عجزت أن أجيبه، “بعضهم” يتعثر ويصعب عليه نطق أو فهم كلمة بالانجليزية يشعر بالخزي والعار والحرج وربما يتعرق ولكن بالمقابل إذا استصعب عليه فهم كلمة بالعربية يجيب بكل بساطة “أول مرة تمر علي شدراني”.

 

أثارت انتباهي لافتة في إحدى الشوارع في بلدي مكتوبة بالانجليزية في احتفال للدولة ولم تكن بالعربي وأسفلها الترجمة إنما فقط بالانجليزية .. فحزنت لهذا التطور المتخلف.

 

وكما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:

 

أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ  ،، إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواة       
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى  ،، لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُرات

 

حصة بدر العبيدان ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية  

 

Twitter: @9oooo9a

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى