شيوخ السياسة
المجاملة في معظم الأمور تكون مطلوبة وخصيصاً في السياسة، ذلك لأنها تسمى (لعبة الممكن) أي أن تلعب وفقاً للأوراق التي تحملها وتجعل تلك الأوراق رابحة ولذلك قد يشوبها الكثير من السوء لأن في هذة اللعبة الغاية تبرر الوسيلة، مما يحث لاعبها على أن يستعمل كل الطرق والوسائل للوصول الى هدفه سواء كانت تلك الوسائل مشروعة أم غير مشروعة، فقد قال الشاعر:
ومن لا يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويؤطى بمنسم
وما سبق ذكره لا يعني مباركتنا وتأيدنا لهذه اللعبة والطريقة الدنيئة لبعض لاعبيها، وإنما لشرح واقعها من منظورنا، فمن الممكن أن نتغاضى عن الكثير من الكذب والخداع لأنه من شروط تلك اللعبة، ولكن المصيبة أن يتم تسخير الدين والاعتماد على معتقدات البشر الدينية لخدمة السياسة للوصول لهدف مهما كانت مشروعيته، فعتبي يكون على رجال الدين الذين يجب عليهم أن يكونوا القدوة في الاقتداء بأشرف الخلق رسول الله عليه الصلاة والسلام في مكارم الأخلاق وحسن التعامل فلا يجب أن يصف أحد رجال الدين الناس ((بالحمير)) !!
أجلكم الله، كذلك يجب أن يكونوا أول المقتدين برسول الله عليه أشرف الصلاة والسلام في قول كلمة الحق والشجاعة الأدبية لقول الحق في وجه كل ظالم أو أن يصمت، فعتبي يكون عليهم عندما يتحدثون عن أمر ويفتون فيه دون النظر إلى الجانب الآخر، والبعض منهم يتسابق إلى تحريم بعض الأفعال توافقاً مع رأي سياسي ولا يحرمون التصرف المضاد مما يجعل الأشخاص يدخلون بعض المشايخ في دائرة الشك والتخوين الذي بالطبع نرفضه، لكن لماذا لا تكون لهم رؤية واضحة وصريحة وموقف شجاع لقول كلمة الحق مهما كانت تبعاتها؟؟
فالدين هو الشيء الوحيد الذي لا يعرف المجاملة وذلك لأنه إبداع الخالق المنان العادل الوهاب، فأسأل الله أن يجعل كلمة الحق هي العليا وأن تكون منهجنا مهما كانت نتائجها.
المحامي/ مسعود حمدان العجمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @lawyer_massoud