ليبيا.. النفط وقود الحرب
مع تصاعد وتيرة الحرب في عدد من المدن والمناطق في ليبيا، باتت حقول وموانئ النفط في البلد الذي تسوده الفوضى حاليا، أهدافا رئيسية للصراع بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا، وعدد من المجموعات المسلحة الساعية لفرض نفوذها بالقوة.
وقبيل الاحتجاجات التي بدأت في فبراير 2011 وأدت إلى سقوط نظام معمر القذافي وإغراق البلاد في بحر من عدم الاستقرار، وصل الإنتاج النفطي الليبي إلى نحو 1.6 مليون برميل يوميا.
لكن مع تطور الاحتجاجات إلى حرب بين قوات الزعيم الراحل، ومجموعات معارضة مدعومة بغطاء جوي دولي، تناقص الإنتاج النفطي تدريجيا حتى بات وفق بعض التقديرات يتراوح بين 100 و400 ألف برميل يوميا، حسب الحالة الأمنية والفنية لحقول وموانئ النفط.
ورفض المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا محمد الحراري إعطاء “سكاي نيوز عربية” الرقم الحقيقي للإنتاج النفطي الحالي باعتباره “معلومة سرية” على حد قوله، لكنه أكد أن “المؤسسة تنتج وفق الظروف الفنية وأقل من حصتها المحددة في منظمة أوبك”.
ومن الشرق إلى الغرب على الساحل الشمالي الليبي الطويل، المطل على البحر المتوسط، تتناثر 7 موانئ نفطية رئيسية تغذيها عدد من الحقول في العمق الصحراوي للمدن، بينها 3 في الشرق تحت سيطرة الحكومة، وميناءان محل نزاع في الوسط، وآخران في الغرب حيث تسيطر الجماعات المسلحة.
موانئ الشرق
في طبرق، حيث مقر مجلس النواب المعترف به دوليا، يوجد مرسى الحريقة الذي يعد من أهم الموانئ النفطية في ليبيا، ويغذيه من الجنوب حقلا السرير ومسلة، والمرسى يعمل حاليا بعد إصلاح خط الأنابيب المغذي له، في أعقاب انفجار تعرض له منتصف فبراير الماضي.
وإلى الجنوب من مدينة بنغازي، مهد الاحتجاجات في ليبيا، يوجد ميناءا الزويتينة والبريقة اللذان يطلان على خليج سرت، في منطقة الهلال النفطي، أغنى منطقة بالنفط في ليبيا.
وميناء الزويتينة الذي يصدر منه النفط والغاز، عاد للخدمة مؤخرا بعد توقف دام نحو عام، ومعظم الحقول التي تغذيه، وأكبرها الحقل 103، تعمل، باستثناء حقل أبوطفل.
أما ميناء البريقة فالعمل به غير منتظم بسبب مشاكل فنية نتيجة نقص الغاز المشغل، حسب الحراري.
والموانئ الثلاثة، الحريقة والزويتنة والبريقة، تحت سيطرة الحكومة الليبية، حسبما قال الناطق باسم حرس المنشآت النفطية الليبية علي الحاسي لـ”سكاي نيوز عربية”.
عائدات مهدرة
وفي خليج سرت أيضا، تخسر ليبيا قسطا كبيرا من عائدات بيع النفط نتيجة توقف أكبر ميناءين ليبيين عن العمل لأسباب أمنية، هما السدرة وراس لانوف، والميناءان الآن مغلقان لكنهما تحت إشراف المؤسسة الوطنية للنفط، التابعة للحكومة.
وإلى الغرب من ليبيا، حيث تسيطر جماعات مسلحة تابعة لحكومة موازية لم تحظ باعتراف دولي، يعمل ميناء الزاوية لكنه لا يستقبل أي شحنات نفطية بسبب إغلاق الأنابيب التي تغذيه من حقل الشرارة.
وقرب الحدود التونسية يقبع آخر ميناء نفطي ليبي هو مليتة، ويستخدم لتصدير الغاز وبعض المنتجات النفطية، ويغذيه حقل الوفاء إلى الجنوب منه.
ويقول الحاسي إن الأوضاع الأمنية في الموانئ النفطية في ليبيا بشكل عام جيد، لكن هناك صراعا للسيطرة على الحقول التي تتعرض لهجمات من مجموعات مسلحة.