قلم الإرادة

الذكرى الخمسون للدستور

   تحتفل دولة الكويت بالذكرى الخمسون لتبني الدستور وذلك في ظروف لا تبعث في النفس السرور، إذ أغلق باب الترشح لمجلس الأمة عن عدد من المرشحين يفوق أقرانهم من المرشحين في السنوات الماضية، وفي أعقاب فوز الرئيس الأمريكي أوباما بولاية رئاسية ثانية وموافقة سكان بورتريكو في استفتاء الانضمام لاتحاد الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل دك الأسقف فوق رؤوس المدنيين من أبناء سوريا، وفي أعقاب زيارة المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة لميانمار والطلب من حكومتها بمنح الجنسية للمسلمين من سكان الروهينكا، وفي أجواء من التشكيك في العلاقة مع الشقيقة قطر، وفي ظل غياب فوزي العودة وفايز الكندري في غياهب زنازن غوانتانامو وصراع سليمان بوغيث مع المرض في إيران.

 

ماذا لو كانت الاحتفالية اليوم في ظل انعقاد مجلس الأمة، ومشاركة أعضاء المجلس من أبناء الكويت بأطيافهم ومشاربهم، وتلاحم ووحدة الحكومة وممثلي الشعب، وفتح الحدود الكويتية البرية والبحرية والجوية لإخواننا اللاجئين السوريين لحين حلول السلام والأمن والأمان على بلادهم، وسواد روح الثقة المتبادلة في العلاقة بين دول مجلس التعاون وعدم الاكتراث للأصوات  الناعقة أو السماح لها بزعزعة مشروع الوحدة الخليجية، والإلحاح على أوباما بان يشارك في احتفالية الدستور على أن يكون بمعيته إلى الكويت كل من فوزي العودة وفايز الكندري، والعفو عن سليمان بوغيث والترحيب بعودته لتلقي العلاج في وطنه والموت بين أهله، والاغداق على أهل الكويت بما أنعم الله به على هذه الأرض من خيرات نفطية خاصة مع ارتفاعات السعار الخيالية. والتعجيل ودون إبطاء بتسوية أوضاع البدون.

 

اسأل نفسي لماذا يشارك الكثير من أبناء الجاليات الوافدة في هذه الاحتفالية الوطنية الخاصة بالدستور؟ فلو كنت بالهند مثلاً أكنت ستحتفل باليوبيل الذهبي لدستورهم؟

 

الكويت وهبتنا الكثير ونحن لم نهبها إلا اقل القليل.

 

د. عيسى حميد العنزي ـ رئيس قسم القانون الدولي في جامعة الكويت ومحامي أمام محاكم التمييز والدستورية

 

Twitter: @DrEisaAlEnezy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى