قلم الإرادة

ليس لنا الحق في أن نتغير!

   يجد البعض أن ليس للإنسان حق في أن يتغير؛ تتغير مواقفه أفكاره وآرائه وكثيراً ما يتم إدراج تغير شخص ما وتحوله تحت بند النفاق، وبأنه يتلون وتبدأ الكلمات بملاحقته وتلك الجمل المعتادة كـ “وين كلامنا قبل؟” و “شعدا ما بدا!”، أشعر بغصة عندما يحاول الكثير يومياً بأن يغيروا من أنفسهم ويبدلوا قناعاتهم ليجدوا من حولهم يلاحقونهم بالماضي وأيامه وقد يعدل البعض بالفعل عن ما كان ينوي أن يكون عليه..

 

   الإنسان لا بد من أن يتغير مع الزمن بحكم المواقف التي يتعرض لها والخبرات التي يكتسبها، التغير ليس بالضرورة أن يكون للأسوء، قد يحدث أن نتغير للأفضل ونخرج طاقتنا الكامنة قد يكون أحد الأشخاص متعصب ومع الوقت يتخلص من تعصبه إلا أنه سرعان ما يجد أمامه أولئك الذين يزدرون تغيره ويذكرونه في ما مضى، البعض قد لا يكون على قدر كبير من الثقة بذاته ولربما ثقافته باتت محدودة إلا أنه قد تخلص من كل ذلك وظهر لنا بشكل مغاير؛ على نحوٍ كبير من الثقة الثبات ويبهرنا بثقافته الكثير يمتعض ويبدأ بتذكيره بثقته المهزوزة في السابق! والكثير من الأمثلة التي لا حصر لها.

 

   يبدو أن أفراد هذا المجتمع لا يعوون العوالم الكامنة في شخصية كل فرد منا، وأننا قادرين على التغير إذ ما أردنا وامتلكنا الإرادة والعزيمة القوية دون أن يندرج ذلك تحت بند نفاق، تلون وتصنع، لكن على ما يبدو أن الكثير ممن حولنا لا يعون هذا الشئ ولا يملكون الوقت حتى للتأمل في الطبيعة البشرية كونهم منشغلين بالحسد والوقوف على أخطاء الآخرين وتصيدها لسد الفارغ الذي يملأهم من الداخل!

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @i_hanoona

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى