فيلم الخروج يكشف هشاشة الحرية العربية!
فيلم Exodus أو الخروج هو فيلم هوليودي بإنتاج ضخم، متوسط سينمائياً أو يكاد يكون ضعيفاً للغاية، ومن أضعف أفلام المخرج ريدلي سكوت، هذا الفيلم الذي يحكي قصة سيدنا موسى وخروج بني إسرائيل من مصر، قد مُنع عرضه في أغلب دور العرض في الوطن العربي، تأتي أسباب المنع لأنه تجسيد لشخصية نبي من أنبياء الله، وتارة لأن في الفيلم تجسيد لشخصية الله في هيئة طفل، وتارة أخرى لأن الفيلم يحوي مغالطات تاريخية حيث يمثل أن بُناة الأهرام هم اليهود!
إن إختلفنا حول ما يحمله الفيلم أو اتفقنا معه، ومهما كانت نظرتنا حول هذا الفيلم، كل ذلك لا يقنعني بأن يُعطي الحق بمنع الفيلم من العرض، ولطالما هذا المنع طال الكثير من الأفلام والكتب، ويبقى الإنترنت هو المتنفس الذي يمكننا من خلاله مشاهدة هذا الفيلم الممنوع أو غيره، نفس هذا الفيلم عُرض في دور العرض الأجنبية وتمت مناقشة أخطاءه وركاكة حكايته ومغالطاته التاريخية في الكثير من الصحف والبرامج وكذلك العديد من المواقع على الانترنت لكن في بلداننا يتم المنع لتجنب النقاش الذي سيدور حول الفيلم، ويتم التعامل مع المادة السينمائية وكأنها وثيقة تاريخية أو دينية، بالنهاية هذا فيلم يصور أفكار الكاتب ونظرة المخرج، فالمنع هو سلاح الضعفاء الذين يستخدمونه لتجنب النقاش وإعدام كل ما يؤدي إليه علاوة على فرض الأفكار على جمهور المتلقيين بالإكراه، ففي أوطاننا يتم التعامل مع العقل كقاصر ولا تحترم ذكائه كما في الغرب.
من حقنا مشاهدة الفيلم وتكوين نظرتنا النقدية حوله، بعد ذلك نقرر إن كنا سنأخذ بأفكاره أو لا، أما قوانين الوصاية ومحاولة التعتيم شيء مرفوض.
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona