إقليمي وعالمي

محافظ الفروانية ينعى العاهل السعودي: أمة في رجل

نعى محافظ الفروانية الشيخ فيصل المالك الصباح العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤكداً بأنه “أمة في رجل”، وقال الآتي:

 

تجمع ” الملمات ” معاني الخسارة والألم ، وقع الصدمات التي تشيب لها سود الجبال ، تلخص أحوال الأمم والشعوب ، إذا واجهت الشدائد والصعاب ، ولم تجد لها غير الباري عز وجل ، معينا على تجاوز المحن .

وفي رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، تغمده الله بواسع رحمته ، وأسكنه فسيح جنانه ، تحضر سجلات حافلة من عطاء سخي ، لندرك أننا خسرنا أمة في رجل.

 

فقد جمع المغفور له بإذن الله ، خصال فرسان لا يحد بصرهم وبصيرتهم حد ، ولا تقف خيلهم عند حدود ، يذودون عن قيم الحق والعدالة ، ليتمثل فيه قول العزيز القدير في محكم كتابه ” يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ” ويترك من سيرته لاجيال الامة ، ما يكفي من شواهد الخير.

 

عرفه المسلمون والعرب ، صاحب رؤية ثاقبة ، يقرأ واقع الامة ، يستشرف مستقبلها ، يستفيد من تراكمات ماضيها ، ويراعي كل هذه الجوانب في قراراته ، يبتغي مرضاة الخالق ، وصالح المخلوق . 

 

شهدت له الرعية في حياته ، وتشهد له وهو يغادرها إلى دار الحق ، إنه كان رجل ” بناء ” و ” عصرنة ” لم تفارقه لحظة واحدة ، الرغبة في التحديث ، دون تفريط بالأصالة .

 

لا تغيب عنا في لحظات وداعه ، مساعيه لكل ما فيه خير ، دول الخليج العربية وشعوبها ، حرصه على أمنها وإمانها ، تحصينها من المخاطر المحيطة ، التي تعصف بالدول الشقيقة ، وإصراره على تمتين أطر مجلس التعاون الخليجي ، ليبقى المثال والنموذج ، للتعاون العربي والإسلامي .

 

كانت قضية العرب الأولى فلسطين هما يحمله أينما حل ، وإستقرار الأشقاء في لبنان أمام نصب عينيه ، وحل الأزمات في سوريا واليمن ، شغله الشاغل في أصعب الظروف .

 

كما هو عهد ملوك مملكة الخير ، إمتدت أياديه البيضاء ، إلى كافة أنحاء المعمورة ، لإغاثة المنكوبين ، ومداواة الجرحى ، لتتجلى صورة العرب والمسلمين ، بإشراقاتها .

 

بقي المغفور له حتى آخر لحظاته ، شعلة تنير الطريق ، لمواجهة آفات الغلو والتطرف ، وما ينجم عنهما ، من إرهاب مسئ لتسامح الإسلام والمسلمين ، ويرد بحكمة الحكماء  ، ومن وحي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسير الصالحين ، على الإدعاءات الباطلة الهادفة للنيل العقيدة الإسلامية . 

 

مصابنا كبير بفقده ، وعزاءنا بخلفه المجرب ، جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ، المستلهم لتجربة الفقيد ، السائر على خطاه ،  متمنين من العلي القدير أن يوفقه  وولي عهده وولي ولي العهد  وأسرة ال سعود الكرام لكل ما فيه خير وعز العرب والمسلمين.

 

**

 

بقلم الشيخ/ فيصل المالك الصباح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى