قلم الإرادة

الإرهاب يتسلل إلى عقولنا

   ماذا يعني أن تنتشر صور لأطفال في بعض الدول العربية وهم يحملون الأسلحة؛ التي تُعرف لهم كرمز للبطولة والشجاعة! ما الذي نفهمه من فيديوهات تعرض لمن يطلقون على أنفسهم مسمى رجل دين وهم يمارسون إرهاباً فكرياً على أطفال يخوفونهم بالنار ويصفون له العذاب!

 

   ما الذي نفهمه من كل هذه الفوضى التي يغرقونها بها هؤلاء الحمقى المتطرفين، ويقحمون أطفالنا في بيئة مليئة بالأحقاد والكراهية، طفل كل ما يسمعه عن الموت وعن أن الشجاعة بالأسلحة والعنف  لنا أن نتخيل كيف يتطلع هذا الطفل للمستقبل أو بأي عين ينظر له، أليس هناك فتوى يا ترى لمن يسمم أفكار الأطفال لمن يقتل الطفولة، حتى الآن لم تُصدر فتوى تحرم هذا الإرهاب الفكري على الأطفال على ما يبدو، لا نسمع شيئاً من هذا القبيل للأسف!

 

   الطفل الذي يتربى في بيئة مليئة بالحقد والكراهية لا بد من أن يكون مستقبلاً إرهابي، على طراز من يظهرون الآن على نشرات الأخبار ويتصدرون عناوين الصحف، مثل هذه البيئة السيئة تُفرز لنا جيلاً يكره من حوله وينفس عن غضبه بالتعصب الديني والتطرف الذي يجعله يرغب بقتل كل من يخالفه، على الحكومات أن تُعيد النظر بشأن وسائل الإعلام التي تحرض على العنف وتدعو له وكذلك الخُطب والمحاضرات التي لا نتنفس منها سوى العنف والدعوة لقتل الاختلاف، ولكل من يظن بأن الحديث عن الحد من العنف والسلام ضرباً من الخيال لا بد من أن يعرف أن الأوطان لا تبنى إلا بالحب، والحب والسلام شيئان لا ينفصلان لبناء مجتمع قوي وسليم فقد قال رسول الله: “لن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، إفشوا السلام بينكم”، ولا يمكن أن يكون سلاماً من غير حب،  فالإنتصارات التي تحقق اليوم بقوة السلاح هي هزيمة سوف نتجرع مرارتها غداً، فالعنف لا يصنع سوى إنتصارات وهمية سرعان ما تنتهي.

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @i_hanoona

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى