المولد النبوي بين الاتباع والابتداع
يحتفل كثير من الناس بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول معتقدين بذلك تقربهم إلى الله وهم مخطئون في الحقيقة خطأً بيّنا فحقيقة الثاني عشر من ربيع الأول هي ليست مولده وإنما في هذا التاريخ مات بأبي وأمي هو رسول الله فأهل السير قد اتفقوا أنه بهذا التاريخ قد مات ولم يعرف تاريخ ولادته على الصحيح من أقوال أهل العلم وعلى فرض أنه بهذا التاريخ قد وُلد فلا يشرع الاحتفال لأنه لم يحتفل به ولم يأمر بالاحتفال به ومرت دولة الخلفاء الراشدين ولم يحتفلوا به ومرت الدولة الأموية والعباسية ولم يحتفلوا به حتى أتت الدولة الفاطمية العبيدية فاحتفلت به محدثة بذلك بدعة جديدة لم يفعلها أحد من قبلهم ولعمرك إن فعلاً لم يفعله خير البشر لحريٌّ بنا أن نتركه.
قد يقول البعض وما الضير لو احتفلنا به فنقول هذه هي المشكلة فأنت تتقرب إلى الله بهذا الاحتفال وهذه هي البدعة فالبدعة هي اختلاق أمر شرعي جديد في الدين، وقد يقول آخرون نحن بحبنا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نحتفل بهذا اليوم وأنتم بجفاءكم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تحتفلون فنقول نحن بحبنا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا نحتفل اتباعاً له فهو لم يحتفل بمولده ولم يأمر به ولو كان مشروعاً أو مما يُتقرّب إلى الله به لأمر النبي بالاحتفال به ومن ثم إن كمال المحبة هي باتباع أوامره والتخلق بأخلاقه قال جل في علاه: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
**********
الحكومة الرشيدة مطالبة شرعاً بسياسة الناس على الشريعة والمساواة في ذلك وهي تتحمل عبئاً ثقيلاً أمام الله يوم القيامة على ذلك من هذا المنطلق نوصيهم بصون عقائد الناس وعدم السماح بالموالد المبتدعة.
**
ماجد العتيبي ـ إمام مسجد
Twitter: @m_al_otibii