موظف يفتي بمزاجه!!
ثقافة الدول المتقدمة والناجحة ترتكز على العنصر البشري لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وتعطيها أولوية أساسية في تحريك عجلة التنمية تطورت هذه الدول بسبب العقول البشرية التي صقلت نفسها بثقافة الموظف الناجح والرجل المناسب في المكان المناسب.
لننظر إلى وضع موظفين الدولة عندنا (الأغلبية) حدّث ولا حرج و لا يخفى عليكم حقيقة الثقافة الضئيلة التي يملكها بعض من موظفي الدولة ولو تطرقنا إلى قصص واقعية من خلال مراجعة لأحد المعاملات لدى وزارات الدولة لوجدنا أنها قصص تثير الشفقة والسخرية لعدم دراية الموظف بمعلومات عن عمله وعن قوانين المسمى الوظيفي الذي خصص له ومهام هذه الوظيفة في لائحة شؤون الموظفين. قصة حقيقية لأحد الأصدقاء عند مراجعة جهة اقتصادية كبرى وذلك لبيع أسهم شركته المدرجة تحت بند “تجارة عامة” ويُرفض طلبه من قبل الموظف المختص لسبب أنه لا يوجد بند بيع أسهم لشركة مسماها “تجارة عامة” فقط، يجب أن تكون “تجارة عامة ومقاولات”، وهنا السخرية!! بعد مراجعة مريرة لصاحب الشركة بين الوزارة المختصة والمركز المالي وبعد البحث والإصرار فوجأ بأن هذا القرار غير صحيح وأنه يجوز البيع فوراً (أين يصرف الجهد والوقت المهدور؟!) المضحك في نهاية القصة أن المسؤول والموظفين ارتبكوا لمدة ساعة بعد علمهم بأنه يجوز البيع والسبب ليس بيع أسهم صاحبنا ولكن كيف يمكنهم الوصول إلى مئات المراجعين السابقين الذين رُفضت أسهمهم لنفس السبب ألا وهو جهل بعض الموظفين!! صاحبنا أصر وبحث عن الحقيقة فما ذنب المئات الذين أخذوا نفس رد الموظف السلبي الذي لا يملك المهارة الكافية في وظيفته للرد على الناس؟ حتى الـ “System” الدولة رصدت ملايين لتطوير الكادر الوظيفي وتوفير الأجهزة ولم ينجح حسب التوقعات.
رأيي الخاص.. أقول وبكل جرأة أن التقصير والعتب بمثل تلك المواضيع هو الموظف المقصر بتطوير نفسه والمعرفة التامة بمجال مهام عمله، هل نحن بحاجة إلى جهة تراقب الحضور والانصراف (مدير) ولا توجد جهة تراقب الأداء الوظيفي والمهام الخاصة بالموظف؟
كلنا يعلم أن هناك جهات تسمي ” service provider ” تقدم خدمات للجمهور أي بمعنى مراجعة المواطن لتخليص معاملاته لدى وزارات الدولة وهذي تعتبر من أهم مراكز الدولة والتي تحتاج إلى موظفين يملكون المعلومات الكافية للرد على أي جواب لدى المراجعين والمواطنين لعدم مضيعة الوقت وتوفير الجهد وتكديس المعاملات وطلب إفادة!!! معلومة بسيطة سريعة، كلنا يعلم أبو رقيبة “رئيس سابق لتونس” أصر وأعلنها عبر شاشات التلفاز وخطاباته المتكررة أن ترتقي تونس بعهده بمواطن تونسي مثقف، وقد فعل وأصبحت تونس لديها مواطنين يملكون الثقافة العالية بكافة المجالات وكلنا يعلم ذلك. أتمنى من مسؤولي الدولة توفير الإمكانيات اللازمة لتطوير جميع الموظفين حسب المواصفات الوظيفية لكل مسمى مهام ” Job Description ” لعل وعسى أن نصل يوم من الأيام إلى “الموظف المناسب في الوظيفة المناسبة”.
**
أنوار المتروك ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @milkybar_am