أمانة الأوقاف: انطلاق فعاليات ملتقى “السيرة النبوية.. برعاية وقفية”
واصل ملتقى الوقف الحادي والعشرين الذي تنظمه الأمانة العامة للأوقاف تحت شعار “السيرة النبوية.. برعاية وقفية” فعالياته لمناقشة محاوره الثلاثة المتمثلة في خدمة الوقف للسيرة النبوية ويتضمن سرد تاريخي لمجمع السيرة النبوية، وطرح الجانب الفني لمجمع السيرة النبوية من قِبل الشركة المنفذة، وتضمن المحور الثاني تجارب عصرية للسيرة النبوية وقيام عدد من الضيوف المشاركين بالملتقى من خارج الكويت بعرض تجاربهم الرائدة في هذا المجال. وتناول المحور الثالث رؤية مستقبلية لدور الوقف في السيرة النبوية.
وفي ورشة عمل قدمها في الجلسة الأولى مساء أمس “الأحد” نائب رئيس اللجنة التحضيرية نائب الأمين العام للمصارف الوقفية محمد الجلاهمة بعنوان “خدمة الوقف للسيرة النبوية” قال نحن نتحدث عن السيرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعما توليه الكويت وقيادتها الرشيدة من دور كبير وأهمية عظمى في العناية بها في مختلف المجالات، نشراً، وتعليماً، ودراسةً وتحقيقاً ، وذلك صيانةً للشريعة، وحفظاً للدين، وشحذاً للهمم، وتنويراً للعقول وتهذيباً للسلوك، وبناءً للشخصية الإسلامية بعيداً عن الانحراف والتطرف. فإننا نشهد اليوم إحدى فعاليات الملتقى الوقفي الحادي والعشرون التي تتمحور حول مجمع السيرة النبوية لنؤكد من خلالها على أهمية السيرة النبوية ومكانتها في الإسلام ، وإظهار جوانب العطاء والدور الحضاري لدولة الكويت والوقف في خدمة السيرة النبوية ونشرها بين أفراد المجتمع وتعزيز انتماء المسلم لدينه من خلال طرح فكرة وأهداف مجمع السيرة النبوية ومكوناته في جو من التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والتجارب بما يخدم مسيرته ويحقق الأهداف المنشودة منه.
وأوضح الجلاهمة رؤية مجمع السيرة النبوية الواضحة في الريادة في إبراز الوجه الحضاري لشخصية النبي r ورسالته السامية، ليكون مثالا عمليا يحتذى به، ورسالته المتمثلة في تثقيف المجتمع وتعريفه بشخصية النبي r، وتنمية حب اتباعه والاقتداء به، وتعزيز القيم الروحية والدينية والأخلاقية من خلال أسلوب عصري يستخدم التقنيات الحديثة ويجذب الزائرين، مبيناً أن فكرة المشروع عرض السيرة النبوية كاملة، وما سبقها من إرهاصات، وما تبعها من آثار ومنجزات حضارية بنيت عليها، لعموم الجمهور والباحثين والمهتمين من كافة أنحاء العالم باللغات العالمية المعتمدة، وباستخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة، بأسلوب تطبيقي تقني فني سهل جذاب، يُعرّف بالنبي r “كأنك تراه”، يقام في صرح معماري ضخم وشيق، ينبض بالحياة، يأخذ بيد الزائر عبر قاعات وممرات، تشرح حياة مدتها ثلاث وستون سنة للنبي r، خلال زيارة وقتها قصير، حافلة بالعطاء والرحمة والخير والقدوة.
وأكد الجلاهمة أهمية المشروع في كونه مشروعا فكريا علميا عالميا حضاريا جذابا ومفيدا، يعتني بالتعريف الشامل بالنبي r، مما يبرز الصورة الصحيحة للإسلام، إسلام الرحمة والخير والعدل والإحسان والإنسانية، بأسلوب فريد يأخذ بالألباب، مما يمكّن من التعرف على أخلاق النبي r الطيبة وسجاياه العطرة، وسهولة الاقتداء به واتباعه، من قبل المسلمين وغيرهم.
وعدد الجلاهمة أهداف مشروع مجمع السيرة النبوية المتمثلة في: إبراز صورة الإسلام الحقيقية من خلال حياة النبي القدوة المثلى، والدعوة إلى دين الله القويم، وتأكيد غاية رسالته وبعثته المتمثلة في أنه أرسل رحمة للعالمين، وإبراز الجوانب الدعوية بالنبي ، للدعوة إلى الله بالحكمة والعلم والموعظة الحسنة، وعرض السيرة النبوية بأسلوب تطبيقي تقني علمي فني سهل جذاب، محبب للنفوس، وإعداد جيل متميز يفهم الإسلام على حقيقته، ويسير على خُطا هذا النبي الكريم، يكون فيه صلاح الفرد والمجتمع والأمة وفيه الخير للإنسانية جمعاء. وإبراز الوجه الحضاري للإسلام، وجذب أنظار العالم إلى سمو مبادئه، وإلى عظمة رسوله. وتوفير المادة العلمية النظرية والتطبيقية للباحثين وطلبة العلم والدعاة والواعظين. وإبراز الدور الحضاري لدولة الكويت، وسعيها الدائم في جميع أبواب الخير التي تنفع المسلمين والناس أجمعين. وإبراز الدور الريادي للأمانة العامة للأوقاف في خدمة المشاريع التنموية والتثقيفية والعلمية والدعوية، التي تضاف إلى أياديها البيضاء في الإغاثة والعون الكبير في جميع أرجاء المعمورة.
وفصل الجلاهمة مشتملات مجمع السيرة النبوية موضحا أنه يتضمن خمس قاعات وممرين، على النحو الآتي:
القاعة الكبرى: وهي عبارة عن جسور خمسة، تشمل الحديث عن أولي العزم من الرسل الخمسة، وأركان الإسلام الخمسة، وأركان الإيمان، والصلوات الخمس، ثم الحديث عن المسجد الحرام (الكعبة)، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، والمسارات الزمنية للأنبياء عامة وللنبي r خاصة، وأخيرا ختم النبي.
القاعة الأولى: تشمل الحديث عن مكة المكرمة، وموقعها الجغرافي، والحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية قبل بعثة النبي ، وحادثة الفيل، وميلاد النبي ، وعمله، وزواجه، ثم بدء نزول الوحي عليه في غار حراء، وظهور الإسلام، ومحاربة قريش له ، ثم وفاة عمه وزوجه، ورحلة الإسراء والمعراج، وبيعتي العقبة الأولى والثانية.
ممر الهجرة: ويشمل الحديث عن أحداث هجرة النبي من مكة إلى المدينة.
القاعة الثانية: تبدأ بمقدمه إلى المدينة، وبنائه للمجتمع المدني الجديد، ثم المعارك الرئيسية؛ بدر، وأحد، والأحزاب، ثم المفاوضات ففتح مكة، وازدهار الإسلام بعد الفتح، وتختم بوفاة النبي.
القاعة الثالثة : تتحدث عن شمائل النبي ، وما أعد الله لنبيه في الدنيا والآخرة، وتشريفه، وصفاته الخَلقية والخُلقية، ثم صفاته البشريه، ومتاعه، ثم عن خصال الفطرة، وعن طريقته في العبادة، ومعاملاته وعلاقاته الاجتماعية، وتعليمه، ومعجزاته ، ثم عن الطب النبوي، وكذا الحديث عن الصحابة الذين كانوا حول النبي.
ممر الإعجاز: ويُتناول فيه الحديث عن نشأة الحديث النبوي والإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية.
القاعة الرابعة : تتحدث عن الحضارة الإسلامية، فتبدأ بمحاسن الإسلام، وأركانه، والحديث عن العلم والعلماء، والخلفاء الراشدين، وعن التراث الإسلامي، وتكريم الإسلام للمرأة، والعمارة والإدارة الإسلامية، والعلاقات الدولية في الإسلام، وحماية الدعوة، والحديث عن الرق وتجفيف منابعه، وعن الوقف والتكافل الاجتماعي، وحاضر العالم الإسلامي، والإعجاز العلمي في القرآن الكريم.