الثقل زين
من الأمور البديهية التي يجب أن يتحلى فيها أي مسوؤل كان وزيراً أو عضو مجلس أمة أو شخصية عامة هو الاتزان وضبط النفس والمقدرة على الإمساك بزمام الأمور وعدم الإنفعال بسهولة ولأتفه الأسباب ويجب عليه التحكم بجميع انفعالاته كالغضب والتهور والتسرع .
وقد عرف مصطلح ضبط النفس في علم السياسة بالمواظبة على تنظيم الفرد لسلوكه وفق السلوكيات غير المرغوبة أو المثيرة، وقد حث ديننا العظيم على ضبط النفس بمصطلح مجاهدة النفس وهي عملية يقوم بها المسلم لتنظيم سلوكه وفق الأفعال التي لا تخالف الشرع والدين.
إن الأثارة السياسية بأطلاق التصاريح النارية هي دليل فشل وعدم حنكة سياسية وكل ما يترتب عليها يزول بسرعة لأنها ضجة إعلامية فقط لا داعي لها أبداً ولها تأثير مباشر على المجتمع ووحدته وتماسكه.
إن الإنفعال لدى عضو المجلس النيابي أوالمسؤول الحكومي الذي يشغل مركز اجتماعي مرموق دليل قاطع على أنه عاجز عن ضبط انفعالاته وعدم التحكم في ذاته بينما الاتزان والهدوء في المواقف دليل على سمو الذات ورفعة تلك الشخصية التي تتحكم في انفعالاتها مما له الأثر الكبير في قبول المجتمع لتلك الشخصية .
وظهر بشكل كبير في مجتمعنا الصغير الشخص “المطفوق” وهو شخصية عامة يكون له حضور بارز في كل حدث متسرع في اتخاذ القرار يلقي خطابات ذات نبرة تحدي وتأزيم لجلب الانتباه ومحاولة فاشلة لإرضاء بعض الأطراف التي تربطه معهم مصلحة ما وللأسف يجد من يرّدد ويصدق ما يقوله من بعض “الأمّعَه” الذي يسهل اختراقه واحتوائه للأسف الشديد .
الثقة بالنفس تؤدي إلى حسن التصرف في الانفعالات والمشاعر وتصحيح الأخطاء واتخاذ القرار الصحيح والسريع والحاسم .
على ” المطفوق” أي كان وكيف ما كان أن يعود إلى رشده “ويضبط حاله” ويحاول أن يعي ما يقول ويدرك الآثار المترتبة على كل تصريح أو قول سلباً أو إيجاباً، وعليه مراعاة أدب الحوار لما فيه الخير الكثير عليه أولاً وعلى سمعته وعلى مجتمعه وأبناء وطنه.
وصدق الشاعر “أحمد بن موسى الأزرق “حين قال في إحدى روائعه:
وزن الكلام إذا نطقت، فإنَّما
يبدي العقول أو العيوب المنطق
لا ألفينك ثاويًا في غربة
إن الغريب بكل سهم يرشق
لو سار ألف مدجج في حاجة
لم يقضها إلا الذي يترفَّق
**
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22