الوسوسة
الأمراض التي تصيب الإنسان جسمانية أو نفسية وأشدها فتكاً فيه هي الأمراض النفسية فهي قد تصل بصاحبها إلى حد الجنون فكم من مسكين كاد أن يروح ضحية لها لولا لطف الله به والعجيب والغريب أن الناس تهتم وتحرص على معالجة الأمراض البدنية وتترك الأمراض النفسية حتى يستفحل أمرها ويصعب علاجها.
الأمراض النفسية متعددة وكثيرة وسأقف في هذا المقال على عجالة وأبين بعضاً من أهم أحكام مرض الوسوسة.
الوسوسة في الغالب تكون من إيحاءات الشيطان بحيث يدخل عليك من باب الشك والاحتياط في العبادة فتجد الشخص لما يتوضأ يأتيه الشيطان ويوحي إليه أن اغسل يديك مرة أخرى كي تتأكد من وصول الماء أو يشكك في عدد ركعات الصلاة وهكذا شيئاً فشيئاً حتى أنك لم تعد تدري كم صليت وصار وضوؤك اغتسالاً.
الوسوسة لا تقف فقط عند باب الوضوء أو الصلاة بل تمتد لحياة الموسوس كلها فتجده يشك في طلاقه أو اغتساله وصيامه وعمرته حتى يصل إلى درجة الهذيان والله المستعان لكن يبقى السؤال المهم كيف أتخلص من هذا الوسواس؟
الجواب للتخلص من هذا الوسواس عليك أولاً الإطراح بين يدي الله ودعائه والإلحاح عليه بالدعاء أن ينجيك من هذا الوسواس ثم عليك بقطع أسبابه وعدم الإلتفات إليه فلو غسلت يدك لا تعد مرة أخرى كي تتأكد فإن فتح باب بسيط للوسوسة يؤدي إلى باب عظيم هذا المرض.
**********
جاء رجل للإمام ابن عقيل فقال له: إني انزل إلى النهر ثم أخرج منه وأرى أن الماء لم يمس بشرتي فقال له الإمام إذا كان حالك هذا فأنت قد وصلت للجنون ولا صلاة عليك.
هذا النموذج يتبين فيه خطر الاسترسال مع الوسوسة وكيف تصل بصاحبها للجنون كفانا الله وإياكم كل الشرور.
**
ماجد العتيبي ـ إمام مسجد
Twitter: @m_al_otibii