قلم الإرادة

بكاء قلم …

   في يوم من اﻷيام كنت جالساً لوحدي أكتب في موضوع ما، وإذ بالقلم ينقطع عن الكتابة، ويأبى أن يكتب ولو حرفاً واحداً، فأردت إصلاحه وقلت لعله الحبر نفد، وأثناء محاولتي إصلاحه سمعت أنيناً ﻻ أدري أين مصدره، فقمت أبحث عنه فلم أجده، فجلست أكمل إصلاح القلم، فسمعت الصوت نفسه مرة أخرى، وأخذت أبحث فلم أجده، وهممت بالجلوس فسمعته مرة أخرى يقول: أنا هنا أمامك ألا تراني؟ فقلت: ومن أنت؟ قال: أنا القلم يا صاحبي، أنا الذي أقسم بي ربي فقال: (ن والقلم وما يسطرون) فقلت في عجب: وما الذي حملك على الكلام!!؟؟ قال: الذي حملني على الكلام هو الكويت وما آلت إليه الظروف والحال التي تعيشها من نزول للشوارع والاعتصامات والمظاهرات والخروج على الحاكم والخطابات السيئة التي كانت مباشرة لشخص الأمير أطال الله بعمره والتجريح بشخصه، فإلى متى وأنتم تكتبون بي قصص الغرام وأشعار الحب والكلام الذي ﻻ فائدة منه؟؟ 

وكأن قضية الكويت ﻻ يوجد لها حل بالمجالسة والمصارحة والحوار وصرتم تكتبون ما تريده أهواءكم، فقلت: وماذا تريدني أن أفعل؟ قال أن تكتبوا أن الخروج على الحاكم ﻻ يجوز وأن تقولون على ولي الأمر ما ﻻ يرضاه ﻻ دين وﻻ عقل، وليست الديمقراطية بهذا الشكل وﻻ بهذه الصورة السيئة، فهناك أجمع مشايخ الدين أن الحاكم لو فسد وعصى عليكم بنصحه وتوجيهه إلى الطريق السليم وطريق الصواب والحق.

 

فقلت للقلم أكتب موضوعي ثم أعرج للكتابة عن هموم وطني، فرد علي القلم غاضباً: ﻻ والله أكتب حرفا واحداً تنفع به بلادك لأن بلادك بدأت تنهار وتضيع وتخسر كل شيء، فقلت حسناً سأكتب ما تريد، فقال مسروراً حقا؟ قلت: نعم فجلست أعصر أفكاري لعلي أبري القسم، وبعد تفكير طويل، والتوكل على الله كتبت.

 

إن واقع بلادي الكويت ﻻ تسر القريب وﻻ البعيد وما تمر به البلد من ظروف صعبه تجعل القلب يتفطر حزنا وألم، والعين تبكي دماً، ففي الساحات التي من المفترض تكون ساحة لنصر المظلوم وساحة لتوفير سبل الراحة والعيش بأمن وأمان وتحقيق كل ما يعوق البلد من قضايا وهموم المواطنين، تغيرت إلى ساحة لقذف ولي الأمر بما ﻻ يرضي الله وﻻ رسوله، وهناك من وافق ومن عارض ساحه الإرادة وما جاء بها من خطابات سياسية صعبة فالبعض أصابه العمي عن مواقف النواب التي كانت ضد المواطن ولم تخدمه من الخروج من الجلسات أو من السفرات غير المبررة وهناك من ﻻزم ساحة الإرادة ليقول كلمته في اﻷمير وغيره.

 

فتنفس القلم الصعداء وقال: الآن أكتب ما تريد أن تكتبه، فقلت جزاك الله عني خير الجزاء يا قلمي العزيز لقد أبصرتني بأمور كنت أحتاج أن أكتب عنها.

 

وختاماً رسالتي إلى نواب ساحة الإرادة قال تعالى: (فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد) هود .. فقد كانت الكويت في يوم ساحة الإرادة وخطابهم الموجه للأمير، كانت الكويت تحتضن ضيوف الأمير في مؤتمر الحوار.

 

اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

 

جابر المرد ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @almerd202

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى