الحكمة رأس الأمر
من الصفات المحببة للنفس البشرية هو الشعور الصادق بمعاناة الغير كالشعور بألم وأحزان أخيه الإنسان، مما يؤدي إلى تقديم كل الوسائل المشروعة لمساعدته وتخفيف الأعباء عنه وهذا شيء طبيعي ولكن هناك «البعض» من أصحاب القرار لا يحمل هذا القلب الرحيم بل أن بعض المسؤولين الذين وضعتهم الدولة لا يفقهون الحكمة وحسن التصرف في بعض ما يواجهون من شكاوى وتظلمات تصل إليهم ويقومون بتحويل ذلك إلى جهات أخرى تزيد من معاناة أصحابها وترهق الأجهزة المختصة ولا يتخذ فيها القرار المناسب النابع من تطبيقه «روح» وليس «نص» القانون ورفع تلك المعضلات والمعاناة.
كثيرة تلك المشاكل التي أعتقد أنها سهلة الحلول لو أن المسئول ذو قلب كبير ورحيم واتخذ القرار بإنسانيته وطبيعته بما لا يتعارض مع النظم واللوائح، فخذ مثلاً أن الدولة مشكورة تقوم بقبول أبناء الكويتيات من فئة البدون في معاهدها التطبيقية والجامعات ولكن للأسف الشديد بعد تخرجهم لا تستفيد الدولة بتوظيفهم أو الاستعانة بأبناء الكويتيات بدلاً من العمالة الهامشية المكلفة وحرمانهم من الكسب الحلال، وكذلك هناك مشاكل بسيطة توجب اتخاذ قرار فيها ولكن تكون كبيرة جداً لدى المسئول الذي لا يجيد التصرف، منها مشاكل مرورية وإسكانية واجتماعية وتوظيفية وإدارية لا تحتاج إلا إلى قرار إنساني رحيم من مسؤول يحمل قلباً كبيراً رحيماً.
إن رفع الظلم وإيجاد الوظائف للكويتيين ولأبناء فئة غير محددي الجنسية من ذوي الأمهات الكويتيات في سلك الشرطة والتربية والصحة وكل ما تحتاجه بلادنا العزيزة التي بذلت في تعليم ذوي الطاقات الشابة والمنتجة والمتخصصة ولكنها للأسف الشديد تركتهم ولم تستفد منهم وعرضتهم للبطالة المصطنعة وهي بذلك تزرع نوعاً جديداً من أنواع الفساد في سرعة اتخاذ القرار الذي لا يكلف الكثير؛ بل يسعى للخير والأمن والاستقرار في كل مناحي الحياة في هذا المجتمع الطيب الذي يمتاز بإنسانيته وحبه للخير وتلهفه لمساعدة الغير.
وتطيب قلوب المسئولين عندما يتخذون القرار الإنساني الرحيم وهذا من علامات طيب القلب، فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يؤدون إلى الناس حقوقهم وافية زائدة بقوله: «أولئك خيار عباد الله عند الله يوم القيامة الموفون المطيبون». (رواه أحمد).
حفظ الله بلادنا العزيزة وكثر الله فيها المسؤولين من أصحاب القلوب الرحيمة فبتلك الأعمال الإنسانية النبيلة يحفظ الله لنا تلك النعم الكثيرة.
**
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22