قلم الإرادة

إضاءة مزعجة !

   نولد بأحلام مهنية وساعات طفولية ، كان لي حلم احبه وأبيه منذ أن خرجت لهذه الدنيا، كان ودي أصير طبيبة أطفال، ما كنت أدري شنو هالوظيفة غير إنها طبيبة وتتعامل مع أطفال وهالشي اللي تعلقت فيه من حبي للأطفال، كل ما أكبر أنضج أفهم تكبر معاي أحلامي في بعضها في إطار المعقول وفي خارجه، وصلت مرحلة الثانوي وبالذات بحفلة التخرج بدأ الخوف والرعب الفعلي، خلاص لازم أحدد وين أبي أروح وين أدش شنو مستقبلي شنو بصير؟ على كثر ما كنت مفعمة بالطاقة وودي أسوي وايد أشياء ما كنت أدري شنو هالشي الوحيد اللي أبيه اللي يسمونه “مستقبلي المهني” وظيفتي، كل الهوايات وكل شيء كنت أميل له كان يشكل بالنسبة لي حالة مزاجية وقتية مو شي راح أدش الجامعة وأدرسه وأكمل فيه ماجستير ودكتوراه، وفي ظل هالتخبط، مادري ليش بس كان ودي أدش كلية الآداب وأتخصص إعلام، معنّي مابي و ماحب أن تتسلط علي الأضواء “وقتها”، مابي أكون محاسبة على كل تصرف وكلمة أقولها، مابي أطلع الشارع الناس تعرفني، أبي أكون حرة نفسي، صحيح مجال الإعلام فيه خلف الكواليس وأمام الشاشة والمشاهد ولكن اهتماماتي كانت تتلخص في الأمور اللي تحدث أمام المشاهد، بس هم مادري ليش كان ودي ادش هالكلية ! أو من ناحية ثانية يمكن عقلي الباطن كان يدري إنّ بيي اليوم اللي أبي أنطلق وأترجم أفكاري بالكتابة وأشارك الناس فيها؟؟ لأني كنت منذ نعومة أظفاري عاشقة للكتابة واللغة العربية المشبعة بتلك المعاني والتعابير التي تترجم بدقة كل إحساس ووصف لأي حالة .. ما علينا، المهم ..

 

وايد ناس نولدت وعندها حلم غريب واهو الشهرة، وهالحلم اهو “اختياري” محد يغصب أحد عليه، ناس من مختلف أرجاء العالم صغار كبار نساء ورجال، والكثير يردد “ابي أنشهر أبي الناس تحبني أبي أصير معروف”.

 

الشهرة اهي تعامل مع الناس وتقبل تصرفاتهم، كثير من هالناس من الممكن أن يسيء للشخص المشهور كونه يعتقد أن هالشي حق من حقوقه، وكثير يتعامل باحترام، لكن المشهور مضطر أن يعرف يتصرف مع الجميع لأن مثل ما ندري أن الشهرة هي اختياره، اختار أن يكون للناس الحق بالاطلاع على حياته وساعات خصوصياته وأنه يكون ملك للجمهور، وكل إنسان يتحمل نتايج اختياراته ..

 

في أي مجال بالحياة في تنافس، أما يتنافسون على إسقاط بعض أو يتنافسون أن كل واحد يطلع أحسن ما عنده “تنافس شريف” بهدف البقاء والاستمرار، وأصلاً من البداية كون المشهور انشهر وصار إنسان معروف عند الكثير هذا معناته الناس تقبلته وانعجبت فيه وحبته وتتوقع وتبي منه الكثير، مسؤوليته كمشهور أن يقدم الأفضل ويحافظ على صورة حلوة كثر ما يقدر، وتكون خطواته المهنية ومع الناس مدروسة، ويتعامل مع الناس بحب ويحاول ينسى شوي إن إنسان عنده حالة مزاجية وظروف حياتية كون الجمهور اللي حوله يتوقع أن دائماً سعيد ومتأهب للكل وكل شي وحياته وردية، الغرور والتكبر والعلياء هي بداية السقوط ! وكما يقال هي “مقبرة المشاهير” كل إنسان له مكانته في مجاله ولكن أستغرب من المخضرمين في مجالاتهم لما يوصلون مرحلة التكبر الشديد !!  إنت تبي الشهرة لأنك تبي الناس تعرفك وتحبك، والحين قررت إنك أكبر من إنك تتعامل مع الناس ومالك خلقهم وما تبيهم؟؟ الناس اهي اللي وصلتك لهذه المكانة والناس اهي اللي تقدر تردك من عامة الشعب بلا أضواء وشهرة وعندنا أمثلة كثيرة في المجتمع كانوا وأصبحوا ولمعوا والحين انطفأ وميضهم

 

فمثلاً لما الناس تتواصل مع أحدهم بطرق التكنولوجيا الحالية “تويتر، فيس بوك، واتس اب، انستجرام، إيميل … إلخ” مرة مرتين ثلاث ألف ! ولا يزال “عمك اصمخ” هني نقدر نقول إن مو مشغول لا اهو حاقر، نعذر انشغال الكل ولكن في فرق بين انشغال وحقران وخاصة إذا أمور مهنية، أمور ضرورية وكلٍ بتخصصه ..

 

كل كبير مخضرم صار وتصور كان في يوم من الأيام مجهول ! موهبته شطارته وثقته بنفسه، توفيج رب العالمين، الدعم من الأهل والأصدقاء ودعم من شخص له باع في المجال تبناه ووثق فيه ونصحه ليخطو الخطوات السليمة الصحيحة  كل هالعوامل خلته يوقف على ريله ويسطع نجمه، وإذا ما مسك بيد المواهب الشابة منو يمسك بيدهم ويساندهم؟؟ الحين الدور صارعليه أن يدعم ويساند الشباب.

 

والأمثلة على دقرات وصدود وغرور المشاهير كثيرة ولكن ما أعمم، فهناك العديد منهم اللي ما شاء الله فعلاً سعة صدر وياخذ بيد الشباب ويهتم ..

 

وختاماً .. لا أعلم سر الفوقية لدى الكثير ! هل هو خوف من سحب البساط؟ الشهرة والنجاح تنسي الواحد نفسه؟ كان يبي الناس ولما صارت الصجية حس قراره كان غلط؟! مادري شرايكم؟؟

 

حصة بدر العبيدان ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @9oooo9a

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى