المعاتبة صابون القلوب
تلقيت اتصالاً هاتفياً من صديقة تخبرني بخلاف بينها وبين زوجها الذي لم يمضي على زواجهم حَول, تفاجأت ببساطة المشكلة بينهما وكنت كلي آذان صاغية لها لآخر الحديث فأجبتها: نصيحة لكي وأُصِر”حلي مشكلتك بينك و بينه” فقط.
وهنا تمعنت مع نفسي كيف من السهل أن تتحول شكوى قد تكن بسيطة وسطحية إلى انفصال أو كره بين الزوجين, فبمجرد فتح باب شكوى من أحد الزوجين للأصدقاء أو الأهل قد يزيد الطين بلة وتبدأ مراحل نشر الغسيل والأسرار الخاصة بهم من باب دفاع كل منهم عن نفسه أمام هذا الطرف الثالث المفترض أن يصلح ذات البين! وأنتم أيها الزوجين تكونوا فتحتوا باب جهنم عليكم بسبب دخول هذا الطرف الثالث لتشويه ما تناقلتوه وهي مجرد سحابة صيف, لأن طبيعة معظم البشر يعشقون صب الزيت عالنار ومشاهدة الدراما حيث يتناقلون الأخبار السيئة بينكم وكما نعلم الشر يعم والخير يخص وهي حقيقة نعيشها، قد تجد فئة من هذه البشر لديهم تصفية حسابات مع أحد الزوجين ناهيكم عن الغيرة المبطنة، فقد يلجأ الزوج لأخ أو لأخت الزوجة السلبيين أو السيئين، يستغل الموقف لـ “يبرّد جبده”.
وهناك فئة تكون حقأً نواياها طيبة لكنها بمجرد مشاركتهم في حل المشكلة وإبداء رأيهم من باب قناعاتهم المختلفة، تفتح عيون أحد الزوجين على نقطة ثانية لم يكن هناك خلاف عليها فيضيف مشكلة أُخرى ويعقد الوضع أكثر!
ولا ننسى العناد والتعنت بالرأي بسبب العادات والتقاليد ومجتمع لا يرحم بنقل المعلومات السيئة، فأنتم وضعتم نفسكم في موقف محرج, قد تقتنع أنك مخطأ لكن إرضاءً للناس التي شاهدت الفلم الآكشن، لن تعترف بخطأك وتكابر حتى لا تظهر أمامهم بمنظر الضعيف اللي (سكانه مرته، ما عنده شخصية، طخ بسرعة، وغيرها من ألقاب) بينما اعتذار الزوج واختزاله للمشكلة هي الرجولة بعينها، يولّون الناس، سيؤخروا لن يقدموا قشة، والعكس صحيح أيضاً اعتراف الزوجة في حال خطئها وترك وسخ الذان.
في الختام، أعود لكم بقصة صديقتي, تبيّن لي بعد أيام أن المشكلة تلاشت من غير فضايح وتدخل الآخرين، قلت لها: تخيلي في حال لو شاركتي الأهل في خلافكم لطال الأمر وتحول لكره يطول نسيانه، لا توجد حياة زوجية من غير مشاكل وهموم وخلافات، فحولوها لنصح وإرشاد ومعاتبة بينكم، فالمعاتبة صابون القلوب.
**
أنوار المتروك ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @milkybar_am