ثقافة العنف في مجتمعنا عرضية أم متجذرة؟
أصبح العنف جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، أتسأل في كثيراً من الأحيان هل العنف جزء من حياتنا ومركب من مركبات ثقافتنا متجذراً في وجداننا، فنحن لا نكاد أن نبصر مكاناً خالياً من العنف في الأسرة في المجتمع وحتى على صعيد الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيث ينتشر العنف اللفظي!
ولكن السؤال الأهم هل العنف مولود فينا، هل نحن نأتي على هذا العالم حاملين لهذه الثقافة ثقافة العنف ونحن طوال الوقت نكبحها أم هي حالة عرضية، لقد جاءت العديد من أراء العلماء حول الزمن أمثال الفيلسوف هيغل والباحث النفسي سكينر الذين كانت تنصب آرائهم حول أن العنف ثقافة مكتسبة من المجتمع!
ومن وجهة نظري فأنا أجد أن الظروف الاجتماعية هي نتاج الرذيلة في النفس الإنسانية، والأسرة هي المسئول الأول عن ذلك فالأم الجاهلة والمقهورة بالعنف التاريخي للمرأة منذ ولادتها لن تستطيع أن تكون إلا حاضنة لثقافة العنف، وهي تشترك مع الأب عندما ينقلان ثقافة ركيكة وخرافية للأبناء؛ فهما لا يجيبان على أسئلة الطفل بالأغلب بل يغرقون الأطفال بالتخويف والكذب، يكذبان كي لا يشرحان أو لتغطية جهلهما، فبين قدسية مكانة الوالدين يقع الطفل تحت وابل الأوامر والنواهي، فينشأ وهو متبني لمفاهيم قائمة على العنف والتسلط.
تنهشنا ثقافة العنف من خلال الضغوط الاجتماعية والاقتصادية ايضاً، فالصداقة زيف، والعلاقات زيف، لا مكان للحوار وجميع حياتنا زيف مغطى بالقيم الكبرى والإدعاءات من هنا ينشأ العنف!
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona