الخارجية الاسبانية: العلاقات الدبلوماسية مع الكويت تاريخية
اشاد العضو الاستشاري في الإدارة العامة بوزارة الخارجية الإسبانية لشؤون أفريقيا والمغرب والشرق الأوسط غابرييل ألو بتطور العلاقات الدبلوماسية بين الكويت واسبانيا بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها البلدان على كافة المستويات.
جاء ذلك في لقاء لألو مع وكالة الانباء الكويتية “كونا” بمناسبة زيارته للكويت لإلقاء محاضرة غدا “الاثنين” عن تطور العلاقات الدبلوماسية بين الكويت واسبانيا على مسرح المكتبة الوطنية الكويتية ضمن اطار فعاليات الاحتفالات بمرور 50 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واعرب الدبلوماسي الاسباني عن أمله ان تستمر العلاقات في الارتقاء خلال السنوات المقبلة إلى مستويات جديدة ، مشيرا الى انه سيتطرق في محاضرته الى الخطوات الاولى التي اتخذها البلدان على طريق ارساء العلاقات الدبلوماسية الثنائية في عام 1964 وتطورها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية لاسيما بعد تدشين السفارة الاسبانية الأولى في الكويت في عام 1973 واعتماد رامون أرمينغود أول سفير اسباني مقيم في الكويت.
وقال ألو الذي شغل منصب الرجل الثاني في السفارة الاسبانية لدى الكويت في الفترة من اغسطس 2010 حتى يوليو 2013 :” اسبانيا التي اعترفت بسيادة الكويت منذ استقلالها عام 1961 وأيدت بشكل كامل وقبل إرساء العلاقات الثنائية انضمامها الى المؤسسات والمنظمات الدولية.
واضاف ان الحلقة النقاشية التي ستستضيفها المكتبة الوطنية بتنظيم ورعاية وزارتي الاعلام والخارجية الكويتيتين ستتزامن مع معرض صور يضم باقة مختارة من 25 صورة قدمتها وكالة الانباء الاسبانية “افي” وباقة أخرى قدمتها وكالة الانباء الكويتية “كونا” تجسد تاريخ العلاقات بين البلدين منذ بداياتها.
واوضح انه سيتطرق أيضا خلال محاضرته إلى كتيب صغير أعده بمناسبة اليوبيل الذهبي للعلاقات بين البلدين بعنوان “بصمات حبر في تاريخ الصحراء دليل ببليوغرافي بالمراجع حول دولة الكويت في مكتبات وزارة الخارجية الاسبانية” يستعرض فيه تطور العلاقات بين البلدين منذ بداياتها التاريخية.
وبين ان الكتيب يستعرض 100 مرجع حصري حول دولة الكويت بمكتبات الوزارة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والتاريخية والأثرية مشيرا في هذا السياق إلى ان مكتبات وزارة الخارجية الاسبانية تشمل نحو 600 كتاب تتطرق بشكل أو بآخر إلى دولة الكويت.
وشدد في هذا السياق على العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين لاسيما أنها ترتكز بشكل أساسي على علاقات الصداقة والأخوة بين العائلة الملكية في اسبانيا وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مشيرا في هذا السياق إلى ان أول زيارة للملك الاسباني خوان كارلوس لدولة الكويت جاءت في عام 1980 تلتها زيارات أخرى كثيرة.
ولفت الى ان آخر محطة دولية للملك الاسباني خوان كارلوس قبيل التنحي عن العرش كانت في دول مجلس التعاون الخليجي ومنها دولة الكويت مشيرا إلى انه تم الاحتفاء خلال تلك الزيارة أيضا بمرور 50 عاما على إنشاء العلاقات بين البلدين.
وأشاد ألو بالجهود الكبيرة التي بذلها البلدان لتعميق العلاقات معربا في هذا السياق عن امله في مواصلة تعميقها في شتى المجالات ولاسيما المجالين الثقافي والاكاديمي.
وشدد على اهتمام اسبانيا بتعزيز حضور الطلاب الكويتيين في الجامعات الاسبانية وليس فقط في مجال اللغة أو المجالات الأدبية وإنما أيضا في مجالات التخصص العلمي كالهندسة والطب وكذلك العلوم الاجتماعية.
وأكد في هذا السياق أهمية استقطاب أساتذة لغة كبار لتعليم اللغة الاسبانية في الكويت بهدف تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين لاسميا في ضوء تزايد الطلب على اللغة الاسبانية في دولة الكويت.
واعتبر ان العلاقات التاريخية الوثيقة بين الجانبين والصورة الطيبة التي تحظى بها اسبانيا لدى الكويتيين من شأنهما تسهيل ذلك لاسيما في ضوء سخاء الحكومة الكويتية مع طلابها وامتلاكها برنامج منح دراسية معطاء.
وشدد على ان اسبانيا بلد يتمتع بمعاهد وجامعات رائدة على مستوى عالمي لاسيما في مجال ادارة الاعمال وهو بلد يتمتع بثقل ثقافي وسياحي حيوي فيما يعد أيضا جسرا حقيقيا وبوابة للوصول إلى عالم أمريكا اللاتينية.
على صعيد متصل قال ألو انه يتابع العمل على عدة مشاريع مستقبلية تسلط الضوء على العلاقات مع دولة الكويت لافتا إلى ان سينشر في الفترة المقبلة دراسة موسعة وموثقة حول بدايات العلاقات الثنائية بين البلدين تضم عددا من اللقاءات والمقابلات مع شخصيات ساهمت بشكل فاعل في تطوير تلك العلاقات والارتقاء بها إلى المستويات الراهنة.
واعرب عن شكره لدعم الكويت للمشاريع والبرامج الثقافية التي طرحتها اسبانيا في الكويت خلال السنوات الماضية كما شكر أيضا التعاون الوثيق لسفارة دولة الكويت في مدريد وحرصها على مواصلة بذل الجهود نحو آفاق جديدة.
يذكر ان البلدين تجمعهما اتفاقيات عديدة في شتى المجالات تؤكد العلاقات المتينة وكان من أولها اتفاقية النقل الجوي في 1979 ومنها أيضا اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة في عام 2005 ومعاهدة تجنب الازدواج الضريبي في 2008 واتفاقية التعاون التربوي والثقافي والعلمي في 2008 واتفاقية التعاون في المجال السياحي 2008 وأما آخر هذه الاتفاقيات فهي اتفاقية الاعفاء المتبادل من التأشيرات لحملة الجوازات الدبلوماسية في أكتوبر 2011.
ويتم حاليا التفاوض للتوقيع على اتفاقيات بشأن التعاون في مجالات البنية التحتية والمواصلات والتعاون التجاري والاقتصادي والفني والتعاون القضائي من بين اتفاقيات أخرى تهدف الى تعزيز أواصر التعاون والتفاهم وتعميق علاقات الشراكة التاريخية والاستراتيجية بين دولة الكويت واسبانيا والسعي المستمر للارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستويات تليق بطموحات البلدين