الدجاج يلقط الحب

   ذكر غوتلهد ليسنغ فى كتاب خرافاته قصة دجاجة عمياء كانت تنبش الأرض بنشاط بحثاً عن طعامها بدون كلل أو ملل على طول الحقل وعرضه, وكان هناك دجاجة أخرى حادة البصر ترقد مرتاحة فى طرف الحقل وهى تراقب عمل الدجاجة العمياء وما أن يظهر تحت رجلها حبة شعير أو قمح حتى تسرع بالتهامها معتمدة بذلك على عمى الدجاجة المسكينة.

وتسائل ليسنغ في آخر قصته عن فائدة اجتهاد الدجاجة العمياء؟ ..ألم تحز الدجاجة الأخرى الكسولة ولكن الماكرة كل المكاسب على أرض الواقع !!

الانتخابات في الكويت حقل كبير مزروع “بنقط” السياسة, نقط قد تحفرها يد إرادة تفتقد البصيرة وتسرقها “قرادة” ماكرة لتضعها وبكل برود فوق حروف مصالحها, القرادة قد تكون سياسياً “يقعد بالظلال ويحط إرادة الأمة بالشمس” وقد تكون تكتلاً يؤمن ببعض الديموقراطية ويكفر ببعضها فتتحول بين يديه الجمل الوطنية من جملة اسمية إلى فعلية بحسب محلها من إعراب مصالحه !!

مللنا سرقة الجهود… ومللنا ادعاء البطولات… ومللنا التحدث باسمنا وامتطاء ظهر فعلنا.

وآن الآوان, زآن إن “نصحو” هنا كي يزول “لمم” المتردية والنطيحة والإمعات ويبقى الأمل فى إرادة أمة تعرف من أوقد نارها وصنع شعاعها كما يعرف الوليد أمه وأبيه وكما تعرف الشمس موضع مشارقها ومغاربها.

الانتخابات قادمة، احموا الشعب من “الدجاج اللي يلقط الحب”  !!

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @bin_hegri