المحنك
يعيش الجميع في بلدي الكويت علي متابعة الوضع السياسي كل يوم فقد أصبحت الصحف اليومية لا تفارق أيدينا يومياً ولا نباعد عن شاشة التلفاز لنتابع الأخبار لنعرف ما يحدث في الساحة بعد أن أعلنها المحنك أبو الجميع والدنا الشيخ صباح ببطلان مجلس الأمة 2012 ورجوع مجلس 2009 فقد كان هذا القرار من أمير البلاد كضربت الكف التي أعادت للنواب المتخربطين والمأزمين إلى شبه الصواب، فبعد هذا البطلان بدأ النواب يصولون ويجولون في الساحات والطرقات والدواوين يبحثون عن مخرج.
فقد كان مخرجهم هو إشعال الساحة السياسية ناراً وشراراً وتحريك الشارع للضغط علي الحكومة وعلى رئيسهم رئيس مجلس الوزراء الذي جاء باختيار هؤلاء النواب حتى يتم الموافقة علي طلباتهم وأجنداتهم، كان أكبر همهم عدم العبث بالدوائر واختيار رئيس منتخب وعدم التحويل للمحكمة الدستورية، هنا نقف علي أمرين أن النواب طالبوا بأشياء قد تخدم الضرر بمصالحهم والمساس في مجلسهم 2012 حتى يكملوا المشوار للمنفعه الشخصية والأمر الآخر لم يتعاطف معهم في ساحة الإرادة إلا قليل؛ لأن المواطن الكويتي بدأ يعي ويعرف ماذا يحدث بالساحة السياسية.
نحن كشباب اليوم من أدخلنا في الشأن السياسي ومن دربنا على اللعبات السياسية غير النواب، قبل سنوات عدة في زمن المرحوم سامي المنيس والمرحوم الدكتور أحمد الربعي والدكتور أحمد الخطيب لم يفكروا هؤلاء بمصالحهم فقد كان الحب والعتاب والزعل والمحبة بينهم كأسرة واحدة أجمعوا علي حب الكويت والكويتيين فلم نعرف اللعب السياسي والتجمعات والساحات والإضرابات والاعتصامات، إلا أن نواب اليوم يعيشون ويعملون على أن الكويت غير باقية وأنها مؤقتة يتسارعون ليس لنجدتها؛ بل للأخذ من هذه الكيكة الجميلة.
أفكر أيضاً بما أمر به أبونا صاحب السمو أطال الله بعمره عندما حل مجلس الأمة 2012 لتعود الانتخابات بعد شهرين من الحل، فبعد هذا القرار الحكيم من أبو الديمقراطية أعتقد ضاعت مصالح أصحاب المصالح الشخصانية من نواب اليوم والذي يبحث البعض منهم علي شل البلد وتنميتها.
متى يصحوا نواب الأمة 50 نائب لم يوفقهم الله لتنشيط العمل ولم يوفقوا اتخاذ القرارات لحل كل قضايا البلد العالقة بالأدراج دون الوقوف عليها، لكن للأسف نواب اليوم وضعوا أجنداتهم وأجندات أحزابهم وتجمعاتهم فوق الوطن والمواطن ولم يضعوا قضية واحدة فقط للوطن أو المواطن في أجنداتهم، ثم متى يستيقظ النواب أن الكراسي لن تدوم وليست حكراً بل جاء الشيخ جابر المبارك بديلاً ناجحاً لناصر المحمد كما يرون واليوم يتباكون لخلع جابر المبارك ذلك الرجل الشهم ابن من قال (أنا وربعي كلبونا جماعة) ويريدون رئيساً منتخب، لكن جاءت البشارة من أبو البشارة الشيخ صباح بحل المجلس لتهدى الساحة ويعود المواطن الكويتي الواعي والعاقل والمتزن باختيار رجل أصلح ممن أختاره في المرة السابقة وخيب الأمال.
حلم كويتي نحلم أن يعود لنا مجلس أمة غير حراميه وبصامين ومرتشين يضعون الوطن والمواطن نصب أعينهم وفي أجنداتهم ويضعوا أيديهم بيد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الذي قال أعينوني، فلنعينه بالاختيار لتسير القافلة ونحن في آمن وأمان.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه…
جابر المرد ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @almerd202