مقبرة الطموح
انتشرت في الأونة الأخيرة ثقافة إيقاع اللوم على الغير وتحميل غيرنا كل أسباب الفساد والتخلف التنموي، متغاضين عن السبب الأساسي والعيب الخفي الجوهري الكامن في أنفسنا، فتارة نوقع اللوم على ممثلينا في البرلمان ونصفهم (بالانبطاحيين) أو (نواب المعاملات) أو (القبيضة) وتارة أخرى على الحكومة ونصفها (بحكومة الفساد)، والحقيقة أن السبب هو نحن عامة الشعب !!!
نعم نحن.
ذلك لأننا اعتمدنا في صغائر الأمور قبل كبائرها على السم القاتل وهو (الواسطة) أو ما يسمى (فيتامين واو)، نرى أوضح وأبرز معالم “انفصام الشخصية” فينا، حيث أننا نسعى وبكل قوة ونلجأ إلى ممثل الأمة ليخالف نصوص الدستور الواضحة في الحرص على مبدأ الفصل بين السلطات ونقول له “هذا ولدك ومقدم على وظيفة لا تقصر معاه”، بغض النظر عن استيفائه للشروط ثم يتدرج هذا الموظف غير المستحق في السلم الوظيفي حتى يصل إلى أعلى المراتب ظالماً المستحق و الطموح، وبعد ذلك نصرخ بأعلى صوتنا المجلس فاسد أو الحكومة أو كلاهما، فلا يوجد حل للتخلف إلا بإزالة التخلف الفكري والرجعي وإزالة هذا السم المتفشي في جسد المجتمع بمصل العدالة وإرساء قواعدها النبيلة والبعد عن الظلم.
المحامي/ مسعود حمدان العجمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @lawyer_massoud