سؤال عفوي
في إحدى المرات سألني صديقٌ لي أثناء إحدى سفراته لأوروبا: حنان لماذا بناتهم على هذا القدر الكبير من البساطة والعفوية؟ كان سؤاله عفوي وكان بالنسبة لي مؤلم حد الوجع! أجبته بأنهم كذلك لأنهم لم يحرموا من شيء لعيون الإرث الثقافي والإجتماعي الجاهل، إنهم كذلك لأنهم لا يضطرون في كل يوم لسماع عبارة لأنك فتاة وهو فتى، إنهم كذلك لأنهم لا يملكون شيوخاً جل همها هو تطويل الكُم وتوسيع الثوب وإلا لعنتها الملائكة، الله، والعالمين، تتمتع بإنسانيتها كاملة دون الإستماع لتلك الترهات السخيفة، التي أطلق عليها فتاوي! تلك الفتاوي التي لا تُفَصَل إلا للمرأة ولباسها وغضب الله عليها، قد يزعج كلامي الكثير وذلك لا يهمني على كل حال، والبعض قد يذهب بأفكاره إلى الانحلال الأخلاقي وبأني أدعو له، ولكن كلاً يرى من الجانب الذي يحبه ويريده، هناك نماذج لإمرأة ناجحة لديهم سواء أم أو صحفية، محامية، قاضية، وحتى رائدة فضاء بجانب نماذج من العاهرات التي لا تستمتع بعض عقولكم إلا بتصويرها عندما نطالب بأن يكون للمرأة حقوقاً احتراماً كما في المجتمعات الغربية، إنها الحجة الواهية التي ترغموننا في كل مرة على الاستماع لها، قد تكون المرأة قد حصلت على حريات أكثر من ذي قبل إلا أن أحد منكم لا يستطيع أن ينكر أنها ما زالت تضطهد تتعرض للعنف اللفظي والاجتماعي في حال خالفت الأعراف الاجتماعية البالية! تُعاني المرأة حتى في وسط عملها عندما يظن أحدهم أن ابتسامتها إعجاباً فيه وليست من ضمن عملها أو حتى من ضمن إنسانيتها فليس من المعقول أنه يجب على المرأة أن تكون عابسة طوال الوقت لتثبت “ثقلها”، والأمثلة كثيرة ولا تنتهي من العنف الذي لا زال يمارس ضد المرأة فكل حركة محسوبة، أنا فتاة وما زلت أتعرض للكثير من الاتهامات صديقاتي من حولي كذلك يشتكون تماماً مما أشكو منه وحتى أخواتي وأقربائي، وبالنهاية يا صديقي العزيز سؤال عفوي منك فتح باب من التساؤلات الأخرى أيضاً وكماً هائلاً من الهموم والشكوى! وجعلني أفكر بأن أكتب هذا المقال .. شكراً لك يا صديقي.
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona