قلم الإرادة

لا تقف الأيام عند أحد!

   لا تفكر كثيراً في الماضي ولا المستقبل، إن كان عندك شيء يستحق التفكير فهو حاضرك ولا شيء سواه، فالحاضر ينقسم إلى نصفين، حاضر آني وحاضر يليه، أما الحاضر الآني فهو لدفن الماضي، والحاضر القريب هو للمستقبل، ولتكن ركيزتك عند الحاضر القريب فبه يتحقق المستقبل، ولا تسوّف فالتسويف أمل من غير طريق، ونهاية من غير تحقق، فلو أهمل ثلثي العالم تسويفهم لما كان العالم على ما هو عليه من خذلان وعدم تحقيق للأهداف.

 

   ثم تأكد بأن الأيام لا تقف عند أحد، ولكنك أنت من يسير في طريقها، فأنت في هذه الحياة مجرد عابر، ولن تبقى مع أحد ولن يبقى معك أحد مهما كانت الوعود العاطفية في لحظة نشوة وتحدي، فهذه الحياة عبارة عن سفر، واستراحات هذا السفر هي الأفراد الذين تلتقي بهم في حياتك، فإن كنت تعلق مصيرك بفرد فأنت فاشل؛ دع الأفراد يعلقون بك مصائرهم، لتكن فرداً عن أمة، فالتاريخ لا يذكر الذين يسيرون خلف، ولا يعرف إلا من يسيرون في الأمام وإلى الأمام!

 

   قد تلتقي بأولئك الذين هجرتهم أو هجروك في النصف الثاني من الرحلة وقد لا تلتقي بهم، فإن التقيت فتذكّر لحظة الفراق، ماذا كنت حينها؟ هل هشّمت كل ما بني بينكما أم هجرت أو هُجِرت بعفو؟ “الأيام دول” وعجلة الأيام لا تتوقف إلا عند نهايتك أنت! تستمر الحياة بك أو من دونك فهي استمرت قبل الرسل وبعد الرسل وبعد انتهاء عصر الرسل، من يجلس وحيداً ويبكي لن يحقق شيء، صحيح بأن البكاء قوة أحياناً، ولكن ليس دائماً.

 

   ضع أيامك في طريقٍ سريع وسر قبلها لتحقيق مرادك، فلكلٍ منا مراد قد يتحقق أو لا يتحقق، فإن تحقق فاترك الحياة لمن يريد تحقيق مراده بعدك ببصمة شرف، وإن لم يتحقق فيكفيك شرف المحاولة ولكن أيامك انتهت، وإن لم تسعى فلست سوى جيفة كانت تنتفس فعادت لحقيقتها!

 

**

 

نبرات:

 

ـ العشاق متدينون لأنهم يحبون، والذين يحبون يسهرون؛ لأن الليل مائدة الروح العاشقة!

 

ـ ما زلت مؤمناً بأني في مسرح كبير سينهار في زلزال الساعة.

 

ـ الذين يرحلون معهم الله، والذين يبقون نحن معهم والله.

 

ـ قلوبنا مفتوحة، وجروحنا متدفقة، وعروشنا لمن يشتريها بالحب؛ فاقتحموا مدن الوئام، لتعيشوا بسلام.

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى