آفة اللغة الركيكة
لقد أصبح العديد يكتب أكثر مما يقرأ، فنجد أنفسنا نقف أمام الكثير ممن يدعون موهبة الكتاب، ونقف أمام الكثير من المنشورات من قصص وروايات ونصوص، فناهيك عن محتواها السطحي الساذج، نجدها تعجّ بالهنّات الإملائية والنحوية، والتركيب اللغوي أو البلاغي الضعيف.
فأنا لا أتذكر في يوم من الأيام أن قرأتُ كتاباً بلغة أجنبية يحتوي على أخطاء لغوية أو حتى نحوية، فالبعض عندما ننتقد ضعف تراكيبه اللغوية وأخطائه الفادحة في الكتابة، يُصنفنا كأعداء النجاح، ولا أدري أي نوعٍ من النجاح هذا؟ وإن كان بالفعل ينجح كتاباً رديئاً في مجتمعي! فهذه مشكلة أخرى تكمن في المتلقيين وثقافتهم الضعيفة، لماذا يتم الإستهانة بمثل هذه الإساءة للغة العربية، اللغة العربية هي لغة من لغات العالم، لا أحد يتجرأ بأن يصدر كتاباً بلغة أجنبية ركيكة مليئة بالأخطاء، في مجتمعي يخجل الكثير من أن يتلفظ بأخطاء أثناء تعلمه للغة أجنبية، ولكن لا يخجل من كون لغته تتدنس بأعمال كُتابٍ لا يفقهون شيئاً بلغتهم العربية، ويتم الإستهانة بكل من يحاول التعرض بالنقد لهذه النصوص الركيكة، وكأن التحضر لا يكون إلا بالإستهانة بلغتنا! نتعلم كل اللغات ونحترمها والعربية واحدة من تلك اللغات، يجب أن يحترم الكاتب اللغة التي يكتب بها أعماله ويجب عليه أن يتقبل النقد ليعمل على تحسين أدائه في الكتابة، ويجب عليه أن يبني موروثه اللغوي من المراجع الصحيحة للغة وليس تلك الواهية، وبما أنك تكتب بلغتنا الفصحى وجب عليك إحترامها شئت أم أبيت وإلا فلتكتب بأي لغة أجنبية تفضلها.
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona