كفانا نفاق !!
أخلاق المنافق قد تلبس الباروكة, وقد تزرع أحياناً شعراً اصطناعياً, ولكنها أبداً لن تكون صلعاء تفرش سجاد الحق على البلاط, فالأخلاق الصلعاء الخالية من شعور الزيف وحقائقها لا تقبل الجدال إطلاقاً مع تهاويل النفاق.
وصلع الحقيقة تاج فوق رؤوس الأخلاق لا تراه قرون استشعار المنافقين, خاصة سكان عاصمة النفاق الكبرى ألا وهي الصداقة.
كفانا نفاق قالها نزار قباني شعراً لحبيبة مخلصة ونقولها شعوراً لصديق منافق وما بين الإخلاص والنفاق شعرة قد تهتز مع أول ريح مصلحة فتصعد الجبال من أجلنا أو تربط الحبال من حولنا, هي باختصار شديد شعرة نفاق قد تعوي على غنمنا لتأكلها أو شعرة إخلاص تعوي دوماً لتعلى غنائمنا.
فيروس النفاق إنتشر والعياذ بالله فى أرجاء مجتمعنا وأصبح المعروض منه أكثر من الطلب, ويكفيك سواء كنت مستهلكاً فطناً أو مستهلكاً عفناً أن تقوم بجولة فى أسواق مراكز القلوب لتنظر بأم عينيك إلى بضائع النفاق المكدسة على طول أرفف الصداقات, هنا حديث من ماركة “إذا حدث كذب” على كفالة الود “المصطنع”, وهناك وعد “بالكرتون” إقتنيه وخذ لك وعدين مجاناً, وتلك أمانة خذها وستدخل معنا السحب الكبير من “المصداقية”.
المنافق قد يكون اسماً تعرفه وتثق به وقد يكون وجهاً لأخو دنيا وقفا لآآآآخ يا دنيا !! .. انظر حولك وفكر كم زكاة صداقة مر عليها الحول ولم يخرج نصابها صديق نصاب إلى الآن, وكم صلاة صداقة لم تبلغ “دعاويها” سقف المواقف لأنها مجرد رياء تسجد من أجل مصلحة وتركع من أجل مكافأة, تأمل واحسب كم صامت رمضاء الصداقة عند الضراء وكم أفطرت عند الرخاء, وكم حجة صداقة طافت “كالسبع” حول قلبك وهي تلبي لغيرك !!
صديقي المنافق لا أدام الله ضلالك غير الشريف، إن كنت تقرأ سطوري هذه فاعلم أنك فيما بينها محشور كحشرة, ففيم الخسارة وأنت الخصم وعقلي الحكم؟ واعلم لا رعاك الله أن كل حرف تقرأه هنا أو يقرأك هو مجرد علامة استفهام صغرى تسبق علامات تعجبي الكبرى، وثق تماماً أنه حين تأتي ساعة حقيقتك وتشرق شمس نفاقك من مغربها فهذه والله أبرك الساعات وحينها لن أعدم رؤية “طير شلوى” يحوم حول واحة غناء ويدلني عليها وهناك سأنتظر شروق شمس صداقة من وراء افق الحقيقة, شمس قد تلهب أشعتها جلدي ولكنها بالتأكيد سوف تقوي عظامي.
فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bin_hegri