إلى قادة العرب والمسلمين
أتقدم لكم بنصيحة جوهرية أرجو الأخذ بعين الاعتبار بها فوراً وكم أتمنى أن تقرأٌ هذه المقالة بنفسكم ولا تدعوا البعض من الحاشية والبطانة الفاسدة أن توصل لكم ما يدور في وطننا العربي العزيز .. السادة ملوك وأمراء ورؤساء المنطقة العربية الوضع الفكري لدى البعض من الشباب خطير جداً للغاية… الفكر الذي يدور في عقولهم هو الجهاد والجنة والحوريات طبعاً بالطريقة الخاطئة وتحول البعض منهم إلى عقول مغلقة متحجرة لا يعرف غير الانتماء إلى داعش والجماعات المتشددة والانتقام من الأنظمة حتى أنتم نفسكم أيها القادة أصبحتم كفار بنظرهم وإذا استمر هذا الفكر أنا أجزم أن الخطر سيصلكم حتماً..إلخ والآن أقترح عليكم أجندة عمل لتثقيف الشباب وخاصة الجيل القادم لأن الثقافة دائماً تصلح ما تفسده السياسة وتصلح ما يفسده الإرهاب والإجرام والانتقام وهدم المجتمع إذا كان لديكم جيل مثقف فلا خوف عليكم وعلى شعوبكم؛ لأن المثقف يملك العقل السليم والبناء والإصلاح للدول من غير عنف وإراقة الدماء وتدمير الدول المثقف لن يكون فوضوي أبداً وأول تكليف نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أهم أسس التثقيف (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) كان هذا النص قاعدة الإصلاح الأولى التي صنع النبي صلى الله عليه وسلم بها نواة مجتمع حضاري حول مجرى التاريخ في منطقة لا تمتلك نموذجاً للحضارة.
كم مؤسسة ثقافية تأسست من قبلكم ولا دور فعال لها غير تنفيع فلان وعلان وبرستيج للبعض أمام الكاميرا وكم منكم أيها القادة ألقي بخطابات كثيرة ترتكز على الثقافة والمستقبل وبالنهاية مجرد كلام لا فعل ولا تطبيق للخطاب؛ لأن البعض من حولكم لا يعملون ولا يفهمون وأنا أوضح لكم هذه النقطة حيث كل دول العالم المتقدمة إذا ألقى الرئيس بخطاب أمام الشعب فهناك تكون لجنة تسمى تحويل الأقوال إلى أفعال (لجنة البرامج) أي تترجم الخطاب وتحوله إلى مشاريع تنفذ على أرض الواقع وهذا شغل مؤسساتي بحت أجريت الكثير من الدراسات بالتعاون مع أكبر المؤسسات الثقافية في الدول المتقدمة في المنطقة ولم أجد آذان صاغية وجدت الثقة العمياء للبعض والاكتئاب والسلبيات من البطانة التي لا تفقه شيئاً سوى المصلحة الخاصة لها!! لماذا أيها الحكام تدفعون المليارات في سبيل القضاء على من ينتقدكم أو يعارضكم لشيء بسيط ولا تدفعوا دولار لأجل تثقيف شعوبكم وشبابكم … أنا وغيري من المثقفين نمد يد العون للجادين منكم أيها القادة لتأسيس المؤسسات الثقافية لتوعية وتنوير عقول الشباب المغلقة وتحويلهم من فوضويين إلى نظاميين ولدينا أجندة عمل تفيدنا وتفيد شعوب المنطقة وأكرر أمنيتي أن تقرأٌ مقالتي هذه والله الموفق بكم ولكم وإلى الشعوب العربية والإسلامية كافة.
عبد الفتاح الدربي ـ كاتب وإعلامي
Twitter: @rdarbi