قلم الإرادة

توجهاتك قبل أرائك!

   بت ألاحظ في الآونة الأخيرة أن نوعية الآراء التي قد يطرحها الأشخاص ليست ضرورية بالقدر الذي تأتي به أهمية من يطرح هذا الرأي، نحن لم نعد نهتم بقيمة الكلمات أو ما تحمله من معاني قبل أن نتفحص الشخص الذي يلقيها، نحدد هويته، توجهاته، دينه، مذهبه إلخ..، قد نوافق على رأي سفيه، قاصر، أعرج، فقط لأنه صدر من الشخص الذي على هوانا، وقد ننسف رأي واعي، أو نتجاهله فقط لأنه صدر ممن لا نحبه ولا نتفق معه، نحن لا نتمتع بالمصداقية بالتقييم، وتحكمنا الأهواء والطائفية والعرقية والقبلية في صُنع أشخاص يعبرون عن آرائهم لطالما قد تحدثت كثيراً عن توغل الانطباعية في الحُكم على الأمور، وتهمييش الموضوعية والإنغماس في الشخصنة، نعم قد أكون أسهبت في ذكر الإنطباعية بالحكم والنقد في أكثر من موضع، لأنها تضايقني كثيراً، لأنها تقف عائقاً في وجه إنسان يملك آراء واعية ويحمل أفكار مميزة، إنها تجرد الإنسان من إبداعه، تجرد الإنسان من التطور عندما تأتي توجهاته التي يجب أن تنال إعجاب شريحة كبيرة من المجتمع في المرتبة الأولى وإلا فإن كل ما سيقوله لا يؤخذ بعين الإعتبار، أو يُهاجم ويقذف! يجب أن نستمع إلى معاني الكلمات والآراء، علينا أن نملك الشجاعة بأن نعترف بصحة الكلام الذي قد يصدر عن شخص آخر وإن كان مختلفاً معنا بشكل كامل، وإن كان عدونا أيضاً.

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @i_hanoona

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى