لحظات قبل غروب الشمس 9
إن من الصفات القبيحة التي لا يجب أن يتحلى بها الإنسان ولا يجب أن تظهر للعيان وهي صفة مذمومة وغير محببة ألا وهي صفة “الحقد والحسد” والمصيبة الكبرى إن كانت من أقرب الناس إليك الذي يحقد على ما أنت فيه من أنعام وفضل من الله ويحسد عليك تلك النعم ويتمنى حاقداً أن تزول عنك بسبب غيرته السوداء من تواصلك ونجاحك ومحبة الناس لك؛ لأن قلبه متشبع بالحقد والكراهية وعدم القبول بالرضى وقديماً قيل “الأقارب عقارب “.
الحقد من صفات المذمومة التي تجعل صاحبها مكروهاً ومنبوذاً وهي تجعله مهموماً طوال الوقت وشقياً متعباً لأنه جعل قلبه وعاءً للكره والحسد وحب الانتقام، وأبدع الشاعر حين قال:
الحقد داءٌ دفينٌ ليس يحمله
إلا جهولٌ ملـيءُ النفس بالعلل
مالي وللحقد يُشقيني وأحمله
إني إذن لغبيٌ فاقدُ الحِيَل
سلامة الصدر أهنأ لي وأرحب
ومركب المجد أحلى لي من الزلل
وفي لحظات قبل غروب الشمس دعوة من القلب إلى نبذ الحقد الدفين والحسد اللعين ونتمنى مخلصين أن تسود المحبة والقلوب البيضاء النقية بين الناس وخاصة من تكون بينهم صلة الأرحام حتى تسود المحبة وتدوم واقرأ ما سطره بعض العلماء حين قالوا: ليس أروح للمرء ولا أطرد لهمومه ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب مُبرَّأ من وساوس الضغينة وثوران الأحقاد إذا رأى نعمةً تنساق لأحد رضي بها وأحس فضل الله فيها وفقر عباده إليها وإذا رأى أذى يلحق أحداً من خلق الله رثى له ورجا الله أن يفرج ويغفر ذنبه وبذلك يحيا المسلم ناصع الصفحة راضياً عن الله وعن الحياة مستريح النفس من نزعات الحقد الأعمى.
أبعد الله عنا وعنكم الحاقدين الحاسدين ونجانا الله من شرورهم وسوء أعمالهم وتخطيطهم.
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22