قلم الإرادة
نقاط تلاقينا أكثر
بسم الله الرحمن الرحيم ، و الحمد كله لرب العالمين ، و صلاة دائمة إلى يوم الدين على نبينا الهادي الأمين.
في أول أحرف مقالتي الأولى اسأل الله أن يجعل ما نكتب حجة لنا لا علينا و أن يثقل به موازيننا.
يا قارئ أحرف هذه المقالة أتشرف بك و بقراءتك لها و بتعليقك عليها و تدوين الملاحظات إن وجدت بها فكل ابن آدم خطاء.
كثيرا عندما ندخل في نقاشات أو حوارات نعتقد مخطئين أن نقاط التلاقي و الإتفاق أقل بكثير من نقاط الإختلاف ، لكن ما يجب أن نعتبره هو أن “نقاط تلاقينا أكثر” ، الحوار دائما يكون على نقطة أو نقاط معينة نستطيع حسمها و الوصول إلى طريق متحد يخرج منه المتحاوران أو على الأقل إن لم نقوى على حسمها يخرج كل منا إلى طريق واعدا أخاه أن يلتقي معه في طريق آخر!
الإختلاف أمر طبيعي نحن من يجعله أكثر ضراوة و أشد عداوة ، الصحابة اختلفوا فيما بينهم و لكن لم يصل الإختلاف إلى ما يصل إليه الآن.
في كثير من المرات نجعل أنفسنا فوق النقد و تحت مستوى المدح الذي نعتقد بأنه لم يصل إلى مستوانا ، نتوهم عادة بأن الناس في سماء النقد مستهدفون و نحن نغرد خارج السرب.
البعض لا يسمح أصلا أن ينتقد ، و لو تقبل النقد و فتح ذراعيه لحوار يكون بنائه كما قال الشافعي رحمه الله ” رأيي خطأ يحتمل الصواب ، و رأي غيري صواب يحتمل الخطأ ” لوصلنا إلى جزيرة التلاقي و أيقنا تماما أن ” نقاط تلاقينا أكثر”.
همسة : البعض يكتب بيد عن آداب الإختلاف ، و باليد الأخرى يمزق ما يكتبه مخالفوه عنه.
خليفة الهيم ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: kalifh90