بلاد التنين الأزرق!

بلد عرف باسم الحروب .. واشتهر بالأنفاق .. شعب بحجمه الصغير ضمن أصغر الشعوب حجماً .. شديد البأس .. محب لوطنه .. بأمله وعمله وإرادته وقوته وصلابته وشدته .. عرفت البلد بالتنين وهو رمز مقدس في ثقافتهم الذي يرمز إلى قوة الأمة وقدرتها على تجاوز الشدائد وقد يشير إلى اللون الأزرق إلى مناظر البلد الطبيعة الخصبه بأنهار وجبالها ووديانها وبحارها وسواحلها.
مع أن علم البلد خلفية حمراء ويرمز إلى الثورة وإراقة الدماء؛ ويرمز النجم الذهبي إلى روح الأمة وتمثل النقاط الخمس للنجمة الطبقات الخمس الرئيسية في المجتمع الفيتنامي – المثقفون والمزارعون والعمال ورجال الأعمال والجنود.
بلد واجه عدد مستعمرين على مدار عقود ومنهم المستعمر الفرنسي حوالي عقود من الزمن ثم الياباني لفترة وجيزة ثم هزم الولايات المتحدة بعد رحلة كفاح وتضحيات بملايين الأرواح وشلالات الدماء إنها فيتنام.
بلد عرف بالحرب وخلال السنوات الماضية بدأت العمل على الجانب السياحي واستغلال مقدراتها وكنوزها الطبيعيه بداية الألفية كانت السياحة سنوياً 2 مليون وارتفعت تدريجياً مع مرور الوقت حتى وصلت قبل كورونا استقبلت في عام واحد حوالي 20 مليون سائح؛ وفي عام 2019، كانت فيتنام خامس أكثر دولة زيارة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفقاً لتصنيفات السياحة العالمية الصادرة عن منظمة السياحة العالميه التابعة للأمم المتحدة.
عاصمتها هانوي وأحد أقدم مدن جنوب شرق آسيا هي مدينة غنية بالتاريخ والثقافة ومزيجاً متناسقاً بين القديم في التاريخ وطموحات الحاضر والاستعداد للمستقبل.
وزيارة خليج هالونج (وتعني باللهجة المحلية المكان الذي ينزل به التنين إلى البحر) خليج الجميل الفريد لهذه الطبيعة الأيقونية؛ هذا الخليج الاستثنائي بصخوره وتكويناته ورحلاته ومغامراته ويعد معلم جدير بإدراجه على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ومكان سياحي آخر دانانج (منبع النهر الكبير) قطعة أخرى من الجمال ذات الشواطئ والمدينة المنتعشة بالحياة والروح والصخب وواحدة من أجمل مدن فيتنام؛ ساحلها الخلاب .. وشواطئها البكر؛ وجسورها الرائعة .. وجبالها وعمارتها الحديثة مزيج يجلعها وجهة ساحرة بصرية؛ وزيارة مرتفعات (بانا هيلز) تحفة معمارية ولوحة بصرية ومدينة بنيت حديثاً سياحية تعانق السماء بالصعود عن طريق التلفريك ومن ثم المرور بين الجمال الطبيعي والرمز الثقافي والمعلم السياحي البارز جسر اليد الذهبية.
ومدينة القريبة التي لا يتجاوز الساعة زمان منها مدينة (هوي ان) وتلقب فينيسيا الآسيوية، مدينة روعة المشي فيها نهار وجو ساحر مساء مليء بالأضواء؛ وهناك بالإمكان مشاهدة (شو) بمهارة ودقة واتقان بصري ولوحي كأنك تشاهد افتتاح أحد الدورات الآسيوية بشكل مصغر.
ومدينة هوتشي منه أو سايجون أكبر مدينة وسميت على اسم الرجل الدي حارب من أجل الاستقلال؛ وكانت تعرف سايغون ذات طابع بنيان فرنسي وهي مدينة ذات جمال طبيعي وتاريخ ساحر مع العديد من الأماكن السياحية لاكتشافها؛ مدينة حديثة .. بالنهار أضواء وبالليل أجواء الازدحام والكثافة هو العنوان يسكنها حوالي 12 مليون نسمة وفي عدد دراجات نارية رهيب 7 مليون؛ سياحة ليست بهذه المدن فقط هناك تتعدد وتتنوع المدن لاختيارها والسفر لها في داخل بلاد التنين الأزرق.
حرب فيتنام حرب العقدين بين فيتنام الشمالية المدعومة من الاتحاد السوفيتي آنذاك والصين؛ والجنوبي المدعوم من الولايات المتحده التي دخلت فيتنام لمحاولة ملئ الفراغ بعد الفرنسيين ومحاولة منع تمدد الشيوعية؛ وانتهت حرب فيتنام في 30 أبريل عام 1975م سقوط سايغون وبدء توحيد الشطرين الشمالي والجنوبي وتشكيل فيتنام الموحّدة بشكلها الحالي الآن؛ سقوط سايغون هو سقوط غطرسة القوة أمام إرادة الشعوب.
فيتنام بلد المغامرات .. الطبيعة الخلابة .. التاريخ العريق .. ثقافة غنية .. روعة الخلجان .. سحر الوديان .. رحلة دولة في جنوب شرق آسيا .. انتصار ثورة وازدهار دولة
والملاحظات حول البلد:
• فيتنام جميلة مع حسن اختيار وقت.
• السفر بلد حار ورطب .. وفي الصيف حار أكثر.
• لا تصلح للكل، الأجواء وقلة التكييف في الأماكن العامة المغلقة.
• قلة المطاعم الحلال.
• روائح الشوارع والطبخ الآسيوي.
• كثرة التنقل بين المدن لكبر مساحة الدولة.
• تكوينة أفراد السفر تحدد المكان التي ستزورها ما يصلح لك قد لا يصلح لغيرك.
• شخص كثير الشكوى كثير الضجر لا تصلح له.
• متعبة بتنقلاتها .. متنوعة بمغامراتها .. ممتعة بسياحتها.
• لكل بلد أزوره هناك جمال ألتقطه واستمتع به.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
X: @aziz_alduwaisan