مكان المتناقضات
هو مكان أشبه برحلة حياة في متناقضاتها المتنوعة المختلفة؛ المغادرون والقادمون؛ ضجة الاستقبال؛ دموع الوداع؛ حزن وفرح؛ استراحة وحركة؛ أجناس وألوان وأديان وعادات وثقافات وشعوب تتقابل في هذا المكان؛ تشاهد القارئ والنائم؛ والجالس بالانتظار؛ ومنهم من يستمتع بشرب القهوة صاحبة المزاج والملاذ والمذاق؛ المطار فيه تبدأ حياة وتنتهي؛ تقابل وتحكي حكايات قصيرة وعابرة؛ فيه من الآلام والآمال.
في المطار تختلط ساعات الزمن؛ ومع رحلات الطيران وفارق التوقيت؛ أنت من انتهيت من وجبة العشاء وغيرك يأكل الإفطار؛ تسمع صوت من ينادي على رقم الرحلة وأحدهم يركض ليلحق بالطائرة والنداء الأخير؛ وآخر جالس بكل أريحية لديه متسع من الوقت؛ المطار يستقبل العائد من رحلة علاج؛ وتودع طالب للدراسة؛ وآخر مسافر للسياحة والراحة والاستجمام؛ ابن يلتقي بأبيه بعد غياب؛ أم تودع ابنها الوحيد؛ المطار هو الأشواق والمشاعر.
تأمل الوجوه لكل منها تحكي حكاية خاصة بين قصة وغصة؛ ترى الورود لاستقبال حبيب؛ وترى من ضاقت عليه الدنيا؛ مرارة الفراق؛ ولوعة الوداع، تشعر وتتذوق معناها الحقيقي في المطار؛ تشاهد مشاهد عاطفية وتراديجية وكأنك تقلب التلفاز بين محطاته المتنوعة؛ فيه المشاعر لغة تحكى دون حروف؛ المطار خاطف الأحباب وجامع المتناقضات؛ فرح اللقاء وحزن الوداع.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
X: @aziz_alduwaisan