الضفة في قبضة الجيش الإسرائيلي
بوابات صفراء ومكعبات اسمنتية كتب عليها باللغة العبرية ممنوع الدخول، تحيط بمحافظة الخليل، التي باتت مسرحا لعمليات الجيش الإسرائيلي الذي انتشر بالآلاف في الضفة الغربية على مدار 12 يوما بعد اختفاء 3 إسرائيليين.
ولاتزال العملية مستمرة حتى اليوم، فقد باتت الخليل أشبه بسجن كبير مفاتيحه بيد جنود الجيش الإسرائيلي، فأكثر من 200 ألف فلسطيني أصبحوا أسرى يمنع عليهم التنقل بين المدن الفلسطينية، والسفر إلى الأردن.
أما طلبة الجامعات، فقد أصبحوا على موعد بعيد مع حلم الوصول إلى مقاعد الدراسة في جامعاتهم، في حين يبيت سكان الخليل على أصوات انفجارات ويصحون على أخبار القتل والاعتقال.
ونقل مركز الأسرى للدراسات عن محامية وزارة الأسرى، هبة مصالحة، قولها إن عدد الأطفال القاصرين في السجون الإسرائيلية ارتفع إلى 250 بسبب الحملة الإسرائيلية العسكرية الأخيرة في مدن الضفة الغربية.
كما سقط في الخليل فتى في الخامسة عشرة من عمره، ونالت المدينة، التي تعد العاصمة الاقتصادية للفلسطينيين نصيب الأسد من عدد المعتقلين، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية بلغت أكثر من 20 مليون دولار.
وتسببت العملية الإسرائيلية في توقف عجلة التجارة والصناعة في الخليل، ومنع أكثر من أربعين ألف عامل من التنقل أو الوصول إلى أماكن عملهم سواء داخل إسرائيل أو في مدن أخرى من الضفة الغربية.
أما المدن الفلسطينية الأخرى فلم تكن بأفضل حال، ففي رام الله سقط أحمد الطريفي، ابن الثلاثين عاما ووالد طفلين، برصاص الجيش الإسرائيلي حين اقتحم وسط المدينة، كما قتل آخر حين كان في طريقة لأداء صلاة الفجر في مخيم العين.
واتخذ الجيش من مدن الضفة رهينة بسبب مزاعم عن خطف الإسرائيليين الثلاثة، في قضية ألقت بظلالها على جميع نواحي الحياة، فغابت البهجة عن الأسواق عشية شهر رمضان وسط أنباء عن عزم إسرائيل الاستمرار في حملتها العسكرية في هذا الشهر.
وفي انتظار حلول شهر رمضان، حول الجيش الإسرائيلي ليل القرى والمدن الفلسطينية إلى أمسيات يشوبها الخوف والتردد بالخروج أو التنقل لأي فلسطيني، خشية أن يصبح هدفا لرصاص الجنود الإسرائيليين.
وفي هذا السياق، بث فلسطينيون أشرطة فيديو على الإنترنت، تحدث فيها مواطنون عن معاناتهم من جراء دهم بيوتهم، وقالت سيدة من الخليل إن الجيش “مزق حتى وسائد النوم وكسر كل أثاث البيت”.
تحرك فلسطيني
وتعليقا على نتائج هذه الحملة، اتهم مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون السياسية، نمر حماد، إسرائيل بالعمل على “إضعاف السلطة الفلسطينية والتحريض على حكومة التوافق الفلسطينية”.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، “يتذرع بعملية ما يقال إنها اختطاف المستوطنين الثلاثة لجني مكاسب سياسية”.
وأوضح أن أجهزة الأمن الفلسطينية “تتعاون منذ اليوم الأول في البحث عن المفقودين الثلاثة لسحب الذريعة من نتنياهو في تحريضه على السلطة والأجهزة الأمنية”.
وأشار إلى أن “هناك اتصالات مع المجتمع الدولي، وتحديدا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية للجم التصعيد الإسرائيلي”.