اقتصاد

بنوك وول ستريت تحقق أرباحاً بتريليون دولار خلال عقد

بعد اختتام عقد شهد أزمة مالية عالمية، كادت أن تكتب السطور الأخيرة في حياة بعض أكبر بنوك وول ستريت، بل ووضعت بالفعل شاهدا على قبور البعض، تغيرت الأمور سريعا في العقد التالي، والذي كان شاهدا هو الآخر على العديد من الفضائح التي طالت الغالبية العظمى من أباطرة أسواق المال، فضلا عن حرب روسيا وأوكرانيا في 2014، ووباء كورونا في ختام تلك الفترة.

وتضخمت بدلا من ذلك أرباح بنوك وول ستريت، متفوقة على الشركات الأميركية بسهولة لدرجة أن «جي بي مورغان» و«بنك أوف أميركا» وحتى ««ويلز فارغو»، وفقا للبيانات التي جمعتها «بلومبيرغ»، حققت جميعها نموا في الأرباح خلال السنوات العشر الماضية، مقارنة بالفترة السابقة لها، ولحق بالركب كل من سيتي غروب، وغولدمان ساكس، ومورغان ستانلي.

كما تستعد البنوك الستة معا لتحقيق المزيد في العام المقبل، وفقا لما اطلعت عليه.

وبينما كان الكثير من اهتمام العالم ينصب على الثروات التي يحققها وادي السيليكون، كانت البنوك تكتسب زخما.

ولا توجد طريقة واحدة لشرح كيفية نجاحهم، حيث التقلبات أثرت على عمليات التداول في وول ستريت، واستقل المصرفيون الاستثماريون طفرة إبرام الصفقات، وعزز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الأرباح النهائية بخفض الضرائب.تجاوز الفضائح

من جانبه، قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي السابق بيتسي ديوك، الذي ترأس مجلس إدارة «ويلز فارغو» حتى عام 2020 «في بعض الأحيان يكون هناك شعور بأن حقيقة أنهم استفادوا كثيرا أمر مروع إلى حد ما، ولا أعتقد أن هذا هو الحال»، مضيفا «في السنوات العشر الماضية لم تنج هذه البنوك فحسب، لكنها ازدهرت بالفعل».

وتابع ديوك أنه في عقد من الغضب العام على البنوك، وقواعد أكثر صرامة، وفوضى جيوسياسية، والوباء وبعض التقلبات الغادرة في السوق، كانت البنوك «قادرة على التعامل مع كل ذلك، وليس فقط التعامل معه، بل كسب تريليون دولار».

وتظهر تقديرات المحللين أن البنوك الستة تقترب بسرعة من هذا المستوى الفذ من الأرباح (تريليون دولار في فترة 10 سنوات)، وأنها إذا لم تصل إلى الهدف الرئيسي في نهاية هذا الشهر، فإنها في وقت ما خلال الأسابيع القليلة الأولى من عام 2023 ستتخطى هذه العتبة، ليس فقط حجم الربح هو الأمر المذهل، لكن قدرة الصناعة على تجاوز الفضائح والازدهار من جديد.

قبل 10 سنوات، كان «جي بي مورغان»، الذي أصبح الآن أكثر البنوك الأميركية ربحية وقيمة من حيث القيمة السوقية، في «موقف سيء»، بعد الفشل الذريع في London Whale، وخسر البنك حينها ملياري دولار في العمليات التجارية لوحدته الرئيسية كبنك استثمار، وحينها كان «ويلز فارغو» على رأس الستة الكبار، والأكثر قيمة والعضو الوحيد في المجموعة الذي استحوذ على أكثر من 20 مليار دولار من الأرباح على الرغم من أن أرباحه خرجت عن مسارها في وقت لاحق بسبب الكشف عن انتهاكات المستهلكين.

ويرى المحللون أنه سيقترب من هذا المستوى مرة أخرى في عام 2023.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى