قلم الإرادة

الموشومون

   يحدث أن يهمس في أذنك شخص يجلس بجانبك بعد أن ينصرف أحد الجالسين قائلأ: من انصرف قبل قليل من أكذب الناس  !تشعر بكلماته وكأنها شيء ثقيل خبط وجهك  !تحاول بعد أن تصرف الذهول عنك من قبح وفضاضة ما قال أن تستفسر منه عن أسباب هذا الحكم وماهيته، تتفاجأ برد “صاعق” :بأنهم يقولون ذلك” ! من هم هؤلاء ولماذا أخذ بقولهم هو لا يعرف وأنا أيضاً !  يحدث أن يقفز أحدهم من مكانه مثل قرد صارخاً بعد رؤيته لسياسي على شاشة التلفزيون قائلأٌ للجميع ودون طلب لرأيه من أحد: بأن هذا السياسي شريف .. مغوار .. بطل  .. ثم يبرر رأيه مستنداً على موقف شخصي هزيل لا قيمة ولا أثر له على المستوى الاجتماعي ككل بل وحتى على الدولة في نظامها السياسي ! يحدث أن ينكز خاصرتك من يجلس يجانبك في السيارة فى طريق عودتكم منتصف الليل رافعأ حاجبيه وعيناه لامعة بخبث طالبأٌ منك النظر للسيارة التي بجانبك لتقذف النظر بعدها للجهة المشار إليها لترى سيارة أجرة بها امرأة دون أي حضور للنية الحسنة في عشوائية أقرب للهمجية في الأحكام السريعة التي يطلقها كثير من الناس فى كل موقف وقضية ! أنا هنا لا أتحدث عن أميين يجهلون أبجديات القراءة، أنا اتحدث عن متعلمين وكثير منهم جامعيين على أعلى مستوى من التعليم ! لكنك لا تتلمس عند مخالطتهم أي علم يفترض به أن يترك أثره على الأقل فى سيارة أجرة بها امرأة  ! لا أحد يفكر في تذويب أي فكرة ومعلومة ليسهل عليه تحليلها ليضاعها تحت المجهر ليراها بشكل أفضل ليقرر أن كانت صحيحة أم خاطئة معتمدأ في ذلك على عقله، جل المجتمع لا زال ينهل من نفس البئر الذي شرب منه أول مرة، ويردد أي قول وصل صداه لأذنه ذات يوم مهما أعتلت المراتب والمناصب والشهادات ذلك لن يغير ولن يضعضع في نمطية التفكير الجامدة قيد أنملة، كثير من أصحاب القناعات المعلبة المزروعة في صحراء عقولهم والتي تشبه شجرة الصبار في جفافها وأشواكها، كثير منهم لديه قائمة بالخطأ والصواب والجيد والرث، فأمور الحياة جميعها في قوائم أما مجاز يعمل به أو غير مجاز لا يعمل به وكأن العقل متحف شمع منحوته به القناعات والأفكار لتبقي كما هي جامدة دون مراجعة وتفكر ما بقي القلب فى الخفقان، كثيرون ينصبون العداء لأشياء يجهلونها أصلأٌ وأحيانأ يتمسك بأشياء لا تجذبه إليها أي عاطفة أو قناعة، مجرد تقليد ونسخ لذات الصورة المكتسبة أما عن المجتمع أو الأسرة، يجب أن نفكر ونبحث ونجد حل ..!

 

أحمد المهيدي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @alaliahmad

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى