منوعات

ريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا الجديد

جاء والدا سوناك إلى المملكة المتحدة من شرق أفريقيا وكلاهما من أصل هندي، وولد في ساوثامبتون عام 1980، حيث كان والده طبيبا عاما، وكانت والدته تدير صيدليتها الخاصة.

التحق بالمدرسة الخاصة المرموقة «وينشستر كوليدج» – وعمل نادلا في مطعم «كاري هاوس» في ساوثامبتون خلال العطل الصيفية – ثم التحق بجامعة أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد.

وأثناء دراسته للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد، التقى بزوجته السيدة مورتي، ابنة نارايانا مورتي، الملياردير الهندي والمؤسس المشارك لشركة خدمات تكنولوجيا المعلومات العملاقة «إنفوسيس»Infosys، ولدى سوناك ومورتي ابنتان.

خلال المنافسة السابقة على تولي منصب رئاسة الوزراء، اعتاد سوناك على ذكر ابنتيه لدى الحديث عن تغير المناخ.

وردا على سؤال حول تغير المناخ خلال مناظرة على تلفزيون بي بي سي، قال سوناك إنه يأخذ «النصيحة من ابنتي الصغيرتين، فهما خبيرتان في هذا الشأن».

منذ عام 2001 وحتى عام 2004، عمل سوناك محللا ماليا في بنك غولدمان ساكس، وأصبح لاحقا شريكا في اثنين من صناديق التحوط (صناديق التحوط أو ما تُعرف بالمحفظة الوقائية هي صناديق استثمار تستخدم سياسات وأدوات استثمارية متطورة لجني عوائد تفوق متوسط عائد السوق أو معيار ربحي معين، بدون تحمل نفس مستوى المخاطر).

يُعتقد أنه أحد أغنى أعضاء البرلمان البريطاني، لكنه لم يتحدث علنا عن مقدار ثروته.

منذ عام 2015 شغل منصب نائب عن حزب المحافظين لدائرة ريتشموند في يوركشاير، وأصبح وزيرا في حكومة تيريزا ماي قبل أن يوليه خليفتها، بوريس جونسون، منصب وزير الخزانة.

تمت ترقيته إلى منصب وزير الخزانة في فبراير 2020، وكان مؤيدا بارزا لجونسون في البداية، لكنه استقال قائلا إنه شعر أن مقاربته للاقتصاد كانت «مختلفة تماما» عن نهج رئيس الوزراء.

وكان سوناك من مؤيدي حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال لصحيفة يوركشاير بوست إنه يعتقد أن ذلك سيجعل المملكة المتحدة «أكثر حرية وعدلا وازدهارا».

كما قال إن تغيير قواعد الهجرة كان سببا رئيسيا آخر لتصويته على المغادرة: «أعتقد أن الهجرة المدروسة يمكن أن تفيد بلادنا.. لكن يجب أن نسيطر على حدودنا».

وقد عاد الحديث مجددا عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال السباق على زعامة حزب المحافظين الماضي، ولكن هذه المرة انقلب ضد سوناك من قبل شخص صوت للبقاء، وهي رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.

وقد صوَّت سوناك لصالح صفقة تيريزا ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المرات الثلاث التي عُرضت فيها على البرلمان.

وكوفئ لدعمه لبوريس جونسون بترقيته في يوليو 2019 من وزير للحكومة المحلية إلى وزير الخزانة.

وفي فبراير 2020، استقال ساجد جاويد من منصب وزير المالية بعد صراع على السلطة في الحكومة، وحل سوناك محله في المنصب.

لكن سوناك استقال في نهاية المطاف من منصب وزير الخزانة في يوليو 2022، وهي الخطوة التي ساهمت في سقوط جونسون كزعيم لحزب المحافظين ورئيس للوزراء. وفي جدل حول القيادة في حزب المحافظين، أصر سوناك على أنه كان مخلصا لجونسون، لكنه استقال لأن حكومته كانت على «الجانب الخطأ» فيما يتعلق بقضايا أخلاقية حساسة.

ينتمي سوناك إلى جيل ولد في المملكة المتحدة ولكن أصوله ليست بريطانية.

يقول إن هذه الهوية مهمة بالنسبة له.

وقال في مقابلة مع بي بي سي في 2019: «فيما يتعلق بالتنشئة الثقافية، أنا أذهب للمعبد في عطلة نهاية الأسبوع – أنا هندوسي – لكنني أحضر مباراة نادي ساوثامبتون لكرة القدم أيضا يوم السبت – يمكنك أن تمزج بين الثقافتين وهذا ما أفعله».

قال في المقابلة إنه كان محظوظا لأنه لم يتعرض للكثير من العنصرية أثناء نشأته، لكن كانت هناك حادثة واحدة بقيت محفورة في ذاكرته.

«كنت في الخارج مع أخي الأصغر وأختي الصغرى، وأعتقد، أني كنت يافعا ربما في منتصف سن المراهقة، وكنا في مطعم للوجبات السريعة وكنت أعتني بشقيقي وشقيقتي.. كان هناك أشخاص جالسون في مكان قريب، كانت هذه هي المرة الأولى التي أتعرض فيها لمثل هذا الموقف، وقالوا كلمة مهينة تتعلق بالعرق الذي انتمي إليه».

ويمضي للقول: «شعرت حينها بصدمة حادة ما زلت أتذكرها حتى الآن.. إنها محفورة عميقا في ذاكرتي ونفسي.. يمكن للمرء أن يتعرض للإهانة بعدة طرق مختلفة».

لكنه على الرغم من ذلك قال إنه «لا يمكنه تصور حدوث مثل هذا الأمر اليوم» في المملكة المتحدة.

وسيمثل وصول سوناك إلى سدة الحكم حدثا تاريخيا، إذ أنه سيكون أول رئيس وزراء لبريطانيا من أصول آسيوية، إلى جانب كونه أصغر من يتولى هذا المنصب منذ أكثر من قرن، إذ يبلغ من العمر 42 عاما.

وقد حصل وزير المالية السابق على دعم أكثر من نصف نواب حزب المحافظين.

ومن المتوقع أن يؤدي سوناك اليمين الدستورية أمام الملك تشارلز الثالث غدا، قبل أن يصبح رسميا رئيسا للوزراء.

لكنه يواجه أزمة تكاليف المعيشة في المملكة المتحدة، وربما حزبا ممزقا بعد أسابيع اعترتها حالة من عدم اليقين والتغيير بين المحافظين.

وقد كرر حزب العمال البريطاني المعارض دعوته لإجراء انتخابات عامة في المملكة المتحدة، كما طالب الحزب القومي الإسكتلندي بالأمر نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى