قلم الإرادة

خاصرة القارة العجوز الغربية

   عاصمتها من أقدم العواصم الأوروبية، لغتها واحدة من أكثر اللغات المنطوقة بالعالم، بلد مزيج من سلاسل الجبال والسهول الشاسعة والبحار الساحرة وامبراطورية سابقة، تنوع المدن، بلد القصور التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة، بلد القلاع والمتاحف، عند الحديث عن هذا البلد الحديث عن أحد أساطير الساحرة المستديرة، دوريها ليس الأفضل بالعالم ولكن بلد مصدر لتصدير المواهب.

   واحدة من أرخص الدول في غرب أوروبا .. الأمن موجود والحرص مطلوب .. طيب الطعام .. وتوفر المواصلات بسهولة وحديثه من مترو وباصات وقطارات .. وتشتهر ببلد الترام الأصفر .. هل عرفتوها يا سادة؟ إنها البرتغال.

    البرتغال وعاصمتها لشبونة التي تلقب بمدينة التلال السبعة؛ وقيل سميت بذلك لأنها بنيت على منحدر جبلي لسلسة جبال، عندما تسير بين طرقاتها فإنك تسير بين ممرات التاريخ بين الشوارع والأزقة الضيقة، المسير في المدينة لا يمل كلما مشيت أكتشفت، والأزقة المرصوفة بالحصى، والبيوت المغطاة بالقرميد بلونه البرتقالي.

    أينما تسير تشاهد صور نجمها كريستيانو رونالدو، تسمع اسم الدون، الأطفال وتقليد حركات رونالدو، تستمتع بالأكل البحري ومذاقه، وتارة بالدجاج المشوي وأحد أكلاتهم الشعبية التي تقدم مع الرز ويشتهرون بالتوابل التي تأتي من مستعمراتها من أفريقيا.

   بإمكانك التنقل سيراً على الأقدام في لشبونة من حديقة ادواردو نزولاً إلى شارع الحرية ويلقب بشانزلزيه البرتغال، وساحة روسيو، وواحد من أشهر الشوارع شارع اوغوستا، وساحة القصر ميدان التجارة، والصعود لقلعة سان جورج لتطل على مدينة لشبونة، وأينما وليت وجهك ستجد الحلويات الشهيرة (باستيل دي ناتا) العجينة المحشوة بالكاسترد ويرش عليها الدارسين، وهناك أكلة fish cakes  (فش كيك السمك مع البطاط والجبن)، محال تنتشر بكثرة تبيع علب السردين والتونة.

   من لم يزر البرازيل سابقاً يشاهد طريقة المباني والأحياء وكأنك في بلاد السامبا، كلا الشعبين ناطق بالبرتغالية بسبب الاستعمار البرتغالي لقرون للبرازيل، وفي الضفة الأخرى من العاصمة لشبونة تشاهد تمثال ضخم شبيه بالموجود في ريو دي جانيرو تمثال المسيح، وما يميز المدينة جسر فاسكو دي غاما أحد أطول الجسور المعلقة في العالم، وقريب من العاصمة لشبونة آخر نقطة في غرب أوروبا (كابو دا روكا) وبعدها المحيط الأطلسي الذي يفصلها عن الولايات المتحدة الأميركية.

    والانتقال بعد ذلك إلى مدينة بورتو الجميلة التي تبعد 300 كيلو عن لشبونة ثاني أكبرالمدن البرتغالية، مدينة رائعة بمبانيها، بهندستها المعمارية ومناظرها الطبيعية وجسورها على طول نهر دورو والاستمتاع بالبلدة القديمة في حي ريبيرا، والجهة الأخرى من المدينة منطقة (فيلانوفا)، ومن بورتو بالإمكان التنقل للعديد من المدن البرتغالية الجميلة من افيرو التي تلقب (فينيسيا البرتغال)، وبضعة كيلو مترات المدينة الساحلية الصغيرة الجميلة (كوستا نوفا) ببيوتها الملونة، ومدينة كويمبرا فيها أحد أعرق الجامعات في أوروبا، مدينة بشوارعها الجميلة وبلدتها القديمة وجلساتها الهادئة، ومدينة فاطمة التي سميت على اسم ابنة الرسول – عليه أفضل الصلاة والسلام، وأصبحت قبل قرن من الزمن مزار ديني مسيحي بسبب رؤية، ومدينة براغا التي تلقب (بروما البرتغال) بسبب تركيزها على العمارة الدينية ومروا بمدينة غيماريش.

    بلد سياحي جميل وزيارتها بأيامها العشر، زيارة المدن المذكورة من دون زيارة جزيرة ماديرا الشهيرة وجزر الأزور التي تستحق أيام كافية أخرى لإعطاء حقها من السياحة.

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى