سقطوا في كشف التسلل!
الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا ” شعاره الذي يرفعه فصل الرياضة عن السياسة، ولائحة الإجراءات التأديبية في الفيفا وتنص المادة 16: “استخدام الإيماءات أو الكلمات أو الأشياء أو أي وسيلة أخرى لنقل رسالة استفزازية لا تصلح لحدث رياضي خصوصاً الرسائل الاستفزازية ذات الأهمية السياسية والأيدولوجية أو الطبيعة الدينية أو الهجومية”، هذا الشعارات سقطت سقوط مدو وسقط معه كل القواعد مع بداية الحرب والصراع الدائر الحرب الروسية – الأوكرانية بحجة المبدأ والمنطلق الإنساني وهو أقل واجب يمكن فعله مع دوله تتعرض لغزو واعتداء.
الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة استبعد المنتخب الروسي من الملحق المونديالي، واستبعاد الأندية الروسية من المسابقات الأوروبية، إنهاء الشراكة مع الشركات الروسية الراعية، عقوبات على ملاك الأندية الروسيه للأندية الأوروبية وأشهرها وأهمها مالك نادي تشيلي إبراموفيتش والاضطرار لبيعه، وبقية الألعاب الرياضية، استبعاد الرياضيين الروس من المشاركات الرياضية واستبعادها من استضافة الأحداث الرياضية، جولة في بريمرليغ دعماً لأوكرانيا، الشعار في الليغا الذي يظهر على الشاشة من الأعلى دعوة لوقف الحرب.
تم شيطنة روسيا وهذا لايعني إنها الحمل الوديع ولكن المبدأ والمنطلق الإنساني هو مبدأ كلي لا يتجزأ وليس حسب الأهواء والمزاج، تجاهل مآسي القضية الفلسطينية على مدة 7 عقود وعند التعاطف يتم فرض العقوبات والغرامات والإيقاف، والحرب الأخيرة العرق والعقيدة والعيون الزرقاء والسحنة الحمراء فضحت كل شيء بعد التغني بالشعارات طوال هذه السنوات.
لاعب إشبيلية السابق فريدريك عمر كانوتيه الذي حصد جائزة أفضل لاعب أفريقي 2008، وفي نفس العام عدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزه سجل كانوتيه واحتفل عبر إظهار قميص يحمل كلمة (فلسطين) وعوقب من قبل الاتحاد الإسباني بغرامة مالية، نادي سيلتيك الاسكتلندي له العديد من المواقف المشرفة الداعمة للقضية الفلسطينية من جمع تبرعات إلى رفع الأعلام الفلسطينية إلى شعارات منددة بالإحتلال الصهيوني، وكان يتعرض بسبب هذه الأعمال إلى الغرامات المالية، عوقب أيضاً النجم محمد أبو تريكة عندما تعاطف مع غزة العزة بتيشيرت تحت قميص المنتخب (تعاطفاً مع غزة)، واستبعاد ومعاقبة العديد من الرياضيين العرب في الألعاب الفرديه عند الوقوع مع لاعب من الكيان الصهيوني وانسحابه وعدم مواجهته، المراسل المتألق للكرة الإيطالية حسين ياسين كتب تغريدة: “يوماً ما كانت إسرائيل تجتاح عاصمة بلدي لبنان وكانوا يلعبون المونديال دون أن يرف لهم جفن ولو بكلمة”.
التعاطف الكبير والأصوات العالية للدعم لم تكن موجودة عندما تكون في الشرق الأوسط التي شهدت حروب مدمره خلال العقود الأخيرة، لا يعني بتاتاً قتل العزل والأطفال والشيوخ في أوكرانيا، فالإنسانية لا يمكن أن تكون مجتزأة.
سقطت الأقنعة والشعارات الزائفة .. وتم تسييس الرياضة .. وسقطوا في كشف التسلل!
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan